تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تقرير عن درس أغنية الحياة للصف التاسع

تقرير عن درس أغنية الحياة للصف التاسع

تقرير عن درس أغنية الحياة إنه الرائد الأكبر للمسرح الـحديث ، والكاتب الفنان العظيم الذي حاول أن ينقض مقولةكبرت بريفر القائلة: " إلى يومنا هذا لا توجد دراما عربية، بل توجد فقط دراماباللغة العربية. لأن جميع المسرحيات التي ظهرت في لغة محمد ليست إلا ترجمات، وعلىأحسن الفروض تقليدات تحاكي الأعمال الأوروبية ". إنه توفيق الحكيم الذي غذى الفنالدرامي و جعله فرعا هاما من فروع الأدب العربي ؛ وخير دليل على ذلك أعمالهالمسرحية التي تربو على الخمسين باختلاف أنواعها وشخصياتها ، لذا كان جديرا أن يطلقعليه اسم ( والد المسرح العربي ).([1])
أمـا عن السيرة الذاتيـة للحكيـم فنعرفأنه ولـد فـي مدينـة الإسكندريـة عـام 1898 مـن والـد مصـري فـي قريـة (الدلنجـات ) إحـدى قـرى مركـز ( ايتاي البـارود ) بمحافظـة البحـيرة.([2
])
لكنَ هناك منيـؤرخ تاريخاً آخر لولادة توفيـق الحكيـم ـ رغم تأييد الحكيـم نفسه لهذا التاريخ ـوذلك حسبما أورده الدكتور إسماعيـل أدهـم والدكتور إبراهيـم ناجي فـي دراستهمـ‏اعـن الحكيـم حيث أرَخا تاريخ مولده عام 1903 بضاحية ( الرمل ) فـي مدينةالإسكندرية. لكنَ أرجح الآراء تأكد على أنّ تاريخ مولده كان عام 1898.([3
])
اشتغل والد الحكيم بالسلك القضائي، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، وكانت أمهسيدة متفاخرة لأنها من أصل تركي لذا كانت صارمة الطباع، تعتز بعنصرها التركي أمامزوجها المصري، وتشعر بكبرياء لا حد له أمام الفلاحين من أهله وذويه
.
وكثير ماأقامت هذه الأم الحوائل بين الطفل توفيق وأهله من الفلاحين، فكانت تعزله عنهم وعنأترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمهالعقلي الداخلي، وبدأت تختلج في نفسه أنواع من الأحاسيس والمشاعر نتيجة لهذه العزلةالتي فرضتها والدته عليه، فنشأت في نفسه بذور العزلة منذ صغره ، وقد مكّنه ذلك منأن يبلغ نضجاً ذهنياً مبكراً
.
وقضى الطفل مرحلته الابتدائية بمحافظة البحيرة، ثمانتقل إلى القاهرة ليواصل دراسته الثانوية. وكان لتوفيق عَمّان بالقاهرة، يعملأكبرهما معلماً بإحدى المدارس الابتدائية، بينما الأصغر طالباً بكلية الهندسة،وتقيم معهما أخت لهما. ورأى الوالد حفاظاً على ابنه أن يجعله يقيم مع عمّيه وعمتـه. لعل هؤلاء الأقارب يهيئون له المنـاخ المناسب للدراسة والتفرغ للدروس وتحصـيل العلموالتفرغ له.([4
])
وفي أواخر دراسته الثانية من تعليمه الثانوي عرف الحكيم معنىالحب فكان له أكبر الأثر في حياته. وقصة هذا الحب أنه أحب فتاة من سنه كانت ابنةأحد الجيران، الذي اتصلت أسباب الصلة بين عائلتها وبين عمة توفيق، ونتيجة لزيارةهذه الفتاة لمنزل عمته فقد تعلق الحكيم بها إلى درجة كبيرة، إلا أنه للأسف فإننهاية هذا الحب هو الفشل، حيث أن هذه الفتاة ساءت علاقتها بعمة توفيق أولاً، كماأنها أحبت شخصاً آخر غير توفيق. وكانت لهذه الصدمة وقعها في نفس الحكيم، الذي خرجبصورة غير طيبة عن المرأة من خلال هذه

التجربة الفاشلة.([5])
وقد عاصرهذه العلاقة العاطفية بين الحكيم وفتاته اهتمامه بالموسيقى والعزف على آلة العود،وعنيّ بالتمثيل وراح يتردد على الفرق المختلفة التي كانت تقيم الحفلات التمثيلية فيالمسارح، ومن أهمها: ( فرقة عكاشة ) التي قدّم لها الحكيم العديد من أعماله
.
وفيهذه المرحلة انفجرت ثورة 1919. وكان لها الأثر الكبير في نفوس الشباب لأنها تعاديالإنجليز الذين يستغلون بلادهم، وكانت بزعامة سعد زغلول، لذا اشترك فيها الكثير منالشبان آنذاك. ورغم أنها فشلت وتم القبض على سعد زغلول وعلى الحكيم ـ الذي هو أيضاًاشترك فيها ـ وغيرهم، إلا أنها كانت ينبوعاً لأعمال الكثير من الأدباء والفنانين،لأنها أشعـلت الروح القومية في قلوبهم فأسـرعوا يقدمون إنتاجهم الذي يفيـضبالوطنيـة، فكانت أولى أعمال الحكـيم " الضيف الثقيل ". وبعد انقضاء فترة السجن فيالمعتقل درس الحكيم القانون بناءً على رغبة والده الذي كان يهدف من تعليم ابنه أنيحصل على الدكتوراه في القانون.([6
])
ونتيجة لاتصال الحكـيم بالمسرح العربي فقدكتب عدة مسرحيات كانت مواضيعها شرقية ويدل على ذلك عناوينها: " المرأة الجديدة " و " العريس " و " خاتم سليمان " و " علي بابا ".([7
])
بعد ذلك عزم الحكـيم علىالسفر إلى فرنسا لدراسة الحقوق، فأرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسـرح والتمثيلويتفرغ لدراسة القانـون هناك. وكان سفره إلى باريس عام 1925. وفي باريس تطلـعالحكـيم إلى آفاقٍ جديدة وحياةٍ أخرى تختلف عن حياة الشـرق فنهل من المسرح بالقدرالذي يروي ظمأه وشوقه إليه.([8
])
وفي باريس عاصر الحكيم مرحلتين انتقاليتينهامتين في تاريخ المسرح هناك، وكان ذلك كالتالي
:
1)
المرحلة الأولى: وعاصرالحكيم فيها مرحلة المسرح بعد الحرب العالمية الأولى. عندما كانت ( المسارح الشعبية ) في الأحياء السكنية، أو (مسارح البوليفار) تقدم مسرحيات هنري باتاي، وهنريبرنشتن، وشارل ميريه، ومسرحيات جورج فيدو الهزلية. وكانت هذه المسرحيات هي المصدرالذي يلجأ إليه الناقلون في مصر عن المسرح الغربي
.
2)
المرحلة الثانية: وتتمثلفي الحركة الثقافية الجديدة التي ظهرت شيئاً فشيئاً في فرنسا. وتعتمد على مسرحياتابسن وبراندللو وبرنارد شو وأندريه جيد وكوكتو وغيرهم .([9
])
وكان هناك أيضاًمسرح الطليعة في مسارح ( ألفييه كولومبييه، والايفر، والاتلييه ). فاطّلع الحكيمعلى هذه المسارح واستفاد منها لمعرفة النصوص المعروضة وأساليب الإخراج فيها. وحاولالحكيم خلال إقامته في فرنسا التعرف على جميع المدارس الأدبية في باريس ومنهااللامعقول، إذ يقول الحكـيم عن ذلك: " إن اللامعقول والخوارق جزء لا يتجزأ منالحيـاة في الشرق ".([10
])
وخلال إقامة الحكيم في فرنسا لمدة ثلاث سنوات استطاعأن يطلع علىفنون الأدب هناك، وخاصة المسرح الذي كان شغله الشاغل، فكان نهار أيامهيقضيه في الإطلاع والقراءة والدراسة، وفي الليالي كان يتردد على المسارح والمحافلالموسيقية قاضياً فيها وقته بين الاستفادة والتسلية
.
وفي فرنسا عرف الحكيم أنأوروبا بأكملها أسست مسرحها على أصول المسرح الإغريقي. فقام بدراسة المسرح اليونانيالقديم وقام بقراءة المسرحيات اليونانية تراجيدية كانت أو كوميدية التي قامبكتابتها الشعراء المسرحيون اليونانييون. كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانيةالعظيمة
.
وإضافة على اطلاعه على المسرح الأوروبي انصرف الحكيم إلى دراسة القصةالأوروبية ومضامينها الوطنية مما حدا به إلى كتابة قصة كفاح الشعب المصري في سبيلالحصول على حريته، فكتب قصة " عودة الروح " بالفرنسية، ثم حولها فيما بعد إلىالعربية ونشرها عام 1933 في جزأين
.
وفي عام 1928 عاد الحكـيم إلى مصر، وعيّنوكيلاً للنيابة عام 1930، وفي عام 1934 نقل مفتشاً للتحقيقات بوزارة المعارف، ثمنقل مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم مديراً للدعاية والإرشادبوزارة الشؤون الاجتماعية. وخلال هذه الفترة لم يتوقف الحكيم عن الكتابة في مجالاتالمسرح والقصة والمقال الأدبي والاجتماعي والسياسي، إلى أن استقال من عمله الحكوميفي عام 1944 وذلك ليتفرغ لكتاباته الأدبية والمسرحية.([11
])
وفي نفس العام انضمإلى هيئة تحرير جريدة أخبار اليوم، وفي عام 1954 عيّن مديراً لدار الكتب المصرية،كما انتخب في نفس العام عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية. وفي عام 1956 عيّن عضواًمتفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة. وفي عام 1959 عيّنمندوباً لمصر بمنظمة اليونيسكو بباريس، وبعد عودته عمل مستشاراً بجريدة الأهرام ثمعضواً بمجلس إدارتها في عام 1971، كما ترأس المركز المصري للهيئة الدولية للمسرحعام 1962 وحتى وفاته.([12
])

وفاز توفيق الحكيم بالجوائز والشهاداتالتقديرية التالية:
1)
قلادة الجمهورية عام 1957
.
2)
جائزة الدولة التقديريةفي الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى
.
3)
قلادة النيل عام
1975.
4)
الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975
.
كما أطلق اسمه علىفرقة ( مسرح الحكيم ) في عام 1964 حتى عام 1972، وعلى مسرح محمد فريد اعتباراً منعام 1987
.
وخلال حياة الحكيم في مصر ظهرت لنا كتاباته أدبية كانت أو مسرحية أومقالات أو غيرها. وترك لنا الحكيم الكثير من الآثار الأدبية المتنوعة في أساليبكتاباتها، كما ترك لنا ذلك الرصيد الهائل من المسرحيات التي تنوعت بين ذهنيةواجتماعية وأخرى تميل إلى طابع اللامعقول
.
وفي يوليو من عام 1987 غربت شمس منشموس الأدب العربي الحديث ورمز من رموز النهضة الفكرية العربية، شمس سيبقى بريقهاحاضراً في العقلية العربية جيلاً وراء جيل من خلال ذلك الإرث الأدبي والمسرحي الذيأضافته للمكتبة العربية. فقد رحل نائب الأرياف توفيق الحكيم عن عمر يزيد علىالثمانين، بعد حياة حافلة بالعطاء عمادها الفكر وفلسفتها العقل وقوامهاالذهن
.

مسرح توفيق الحكيـم
بالنسبة للمسرح فقد كانت أول أعمال الحكيمالمسرحية هي التي تحمل عنوان " الضيف الثقيل ". ويقول عنها في كتابه سجن العمر مايلي
:
" …
كانـت أول تمثيليـة لي في الحجـم الكامل هي تـلك التي سميتها " الضيفالثقيل " … أظن أنها كتبت في أواخر سنة 1919. لست أذكر على وجه التحقيق … كل ماأذكر عنها ـ وقد فقدت منذ وقت طويل ـ هو أنها كانت من وحي الاحتلال البريطاني. وأنها كانت ترمز إلي إقامة ذلك الضيف الثقيل في بلادنا بدون دعوة منا
" .([13])
وبالنسبة للمسرح عند الحكيم فقد قسم الحكيم أعماله المسرحية إلي ثلاثةأنماط رئيسية
:
أولاً: المسرح الذهني ( مسرح الأفكار والعقل
)
كتب الحكيمالكثير من المسرحيات الذهنية من أشهرها
:
1)
مسرحية " أهل الكهف ". ونشرت عام
1933.
تعتبر هذه المسرحية الذهنية من أشهر مسرحيات الحكيم على الإطلاق. وقد لاقتنجاحاً كبيراً وطبعت هذه المسرحية مرتين في عامها الأول كما ترجمت إلى الفرنسيةوالإيطالية والإنجليزية وهذا أكبر دليل على شهرتها.([14
])
والجدير بالذكر أنالمسرح القومي قد افتتح بها نشاطه المسرحي؛ فكانت أول الـعروض المسرحية المعروضةفيه هي: " أهل الكهف " وكان ذلك عام 1935 وكان مخرجها الفنان الكبير زكي طليمات. ولكن للأسف كان الفشل حليفها، واصطدم الجميع بذلك حتى الأستاذ توفيق الحـكيم نفسهالذي عزا السبب في ذلك إلى أنها كتبت فكرياً ومخاطبة للذهن ولا يصلح أن تعرضعملياً.([15
])
إن محور هذه المسرحية يدور حول صراع الإنسان مع الزمن. وهذاالصراع بين الإنسان والزمن يتمثل في ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد نوميستغرق أكثر من ثلاثة قرون ليجدوا أنفسهم في زمن غير الزمن الذي عاشوا فيه من قبل. وكانت لكل منهم علاقات وصلات اجتماعية تربطهم بالناس والحياة، تلك العلاقات والصلاتالتي كان كلاً منهم يرى فيها معنى حياته وجوهرها. وفي حينها وعندما يستيقظون مرةأخرى يسعى كل منهم ليعيش ويجرد هذه العلاقة الحياتية، لكنهم سرعان ما يدركون بأنهذه العلاقات قد انقضت بمضي الزمن؛ الأمر الذي يحملهم على الإحساس بالوحدة والغربةفي عالم جديد لم يعد عالمهم القديم وبالتالي يفرون سريعاً إلى كهفهم مؤثرين موتهمعلى حياتهم
.
2)
مسرحية " بيجماليون ". ونشرت عام 1942
.
وهي من المسرحياتالذهنية الشهيرة للحكيم، وهي من المسرحيات التي اعتمد فيها الحكيم على الأساطير،وخاصةً أساطير الإغريق القديمة
.

والأساطير إدراك رمزي لحقائق الحياةالإنسانية التي قد تكون قاسية. وهدفها خلق نوع من الانسجام بين الحقائق الإنسانيةحتى تستطيع أن تستجمع إرادتنا وتوحد قوانا ويتزن كياننا المضطرب.([16])
وحسبهذا المفهوم استغل الحكيم الأساطير وخاصةً الأساطير اليونانية، فكتب ثلاث مسرحياتأحداثها مستوحاة من التراث الإغريقي الأسطوري وهي: " براكسا " و" بيجماليون" و" الملك أوديب ". ولكنه بثّ في هذه المسرحيات أفكاره ورؤيته الخاصة في الموضوع الذيتتحدث عنه كل مسرحية
.
3)
مسرحية " براكسا " أو " مشكلة الحكم ". ونشرت عام
1939
وهي أيضاً مستقاة من التراث الإغريقي. ويظهر الحكيم من خلال هذه المسرحيةوهو يسخر من الإطارالإغريقي من النظام السياسي القائم في مصر وهو الديموقراطية التيلم تكن في تقدير الحكيم تحمل سوى عنوانها. وفي هذه المسرحية التي تحمل الطابعالأريستوفاني جسدّ الحكيم آراؤه في نظام الأحزاب والتكالب على المغانم الشخصيةوالتضحية بالمصالح العامة في سبيل المنافع الخاصة
.
4)
مسرحية " محمد ". ونشرتعام 1936
.
لم تتجلى الموهبة العبقرية للحكيم كما تجلت في مسرحيته " محمد " وهيأطول مسرحياته بل أطول مسرحية عربية. وربما بسبب طولها فإنه من الصعب وضعها علىالمسرح. وقد استقى الحكيم مادتها من المراجع الدينية المعروفة. والمسرحية بمثابةسيرة للرسول عليه السلام، إذ أنها تشمل فقرات من حياة الرسول تغطي أهم جوانب تلكالحياة
.
وهناك الكثير غير هذه المسرحيات الآنفة الذكر كتبها الحكيم، ومن أشهرمسرحياته: " شهرزاد " و " سليمان الحكيم " و " الملك أوديب " و " إيزيس " و " السلطان الحائر" … وغيرها
.
ثانياً: مسرح اللامعقول
:
يقول الحكيم في مجالاللامعقول
:
" …
إنّ اللامعقول عندي ليس هو ما يسمى بالعبث في المذاهب الأوروبيةولكنه استكشاف لما في فننا وتفكيرنا الشعبي من تلاحم المعقول في اللامعقول … ولميكن للتيارات الأوروبية الحديثة إلا مجرد التشجيع على ارتياد هذه المنابع فنياً دونخشية من سيطرة التفكير المنطقي الكلاسيكي الذي كان يحكم الفنون العالمية في العصورالمختلفة… فما إن وجدنا تيارات ومذاهب تتحرر اليوم من ذلـك حتى شعرنا أننـا أحـق منغيرنا بالبحث عـن هـذه التيارات في أنفسنا … لأنها عندنا أقدم وأعمق وأشد ارتباطاًبشخصيتنا ".([17
])
ولقد كتب الحكيم في هذا المجال العديد من المسرحيات ومنأشهرها
:
1)
مسرحية " الطعام لكل فـم
".
وهي مزيج من الواقعية والرمزية. ويدعوا الحكيم في هذه المسرحية إلى حل مشكلة الجوع في العالم عن طريق التفكير فيمشروعات علمية خيالية لتوفير الطعام للجميع، فهو ينظر إلى هذه القضية الخطيرة نظرتهالمثالية نفسها التي تعزل قضية الجوع عن القضية السياسية. فالحكيم لا يتطرق هنا إلىعلاقة الاستعمار والإمبريالية والاستغلال الطبقي بقضية الجوع ولا يخطر بباله أو أنهيتناسى عمداً أن القضاء على الجوع لا يتم إلا بالقضاء على الإمبريالية التي تنهبخيرات الشعوب نهباً، ولا يتم ذلك إلا بالقضاء على النظام الرأس مالي الاستغلاليوسيادة النظام الاشتراكي الذي يوفر الطعام للكل عن طريق زيادة الإنتاج والتوزيعالعادل
.
2)
مسرحية " نهر الجنون
".
وهي مسرحية من فصل واحد، وتتضح فيها أيضاًرمزية الحكـيم. وفيها يعيد الحكيم علينا ذكر أسطورة قديمة عن ملك شرب جمـيع رعاياهمن نهر كان ـ كما رأى الملك في منامه ـ مصدراً لجنون جميع الذين شربوا من مائه، ثمّيعزف هو ورفيق له عن الشرب، وتتطور الأحداث حتى ليصّدق رعاياهم فعلاً أن هذينالاثنين الذين لم يشربا مثلهم ـ بما فيهما من اختلاف عنهم ـ لا بدّ وأنهما هماالمجنونان إذاً. وعلى ذلك فإنّ عليهما أن يشربا أيضاً مثلما شربوا. وقد جردّ الحكيممسرحيته من أي إشارة إلى الزمان والمكان. وهكذا فإننا نستطيع أن نشعر بصورة أكثروضوحاً لاعترض الحكيم ضد هذا القسر الذي يزاوله المجتمع على الإنسان فيجبره علىالإنسياق و التماثل
.
وهناك العديد من المسرحيات الأخرى المتسمة بطابعاللامعقول، ومن أهمها: " رحلة إلى الغد " و " لو عرف الشباب ". وفي المسرحية الأولىمنهما يسافر رجلان خمسمائة سنة في المستقبل. وفي الثانية يسترد رجل مسن شبابه. ويحاول هؤلاء جميعاً التكيف مع حياتهم الجديدة ولكنهم يخفقون
.
ويخرج الحكيم منهذا بأنّ الزمن لا يقهر، والخلود لا ينال، لأنهما أبعد من متناول أيديّنا. وإلىجوار فكرة الزمن يشير الحكيم إلى النتائج الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن البحثالعلمي والتقدم فيه
.

ثالثاً:خصائص مسرح توفيق الحكيم
يمكن أننجمل أهم مميزات مسرح توفيق الحكيم فيما يلي
:
1)
التنوع في الشكل المسرحي عندالحكيم. حيث نجد في مسرحياته: الدراما الحديثة، والكوميديا، والتراجيوكوميديا،والكوميديا الاجتماعية.([18
])

2) جمع الحكيم بين المذاهب الأدبية المسرحيةفي كتاباته المسرحية. حيث نلمس عنده: المذهب الطبيعي والواقعي والرومانسي والرمزي.
3)
نتيجة لثقافة الحكيم الواسعة واطلاعه على الثقافات الأجنبية أثناء إقامته فيفرنسا فقد استطاع أن يستفيد من هذه الثقافات على مختلف أنواعها. فاستفاد من التراثالأسطوري لبعض هذه الثقافات، ورجع إلى الأدب العربي أيضاً لينهل من تراثه الضخمويوظفه في مسرحياته
.
4)
استطاع الحكيم في أسلوبه أن يتفادى المونولوج المحليالذي كان سمة من سبقه. واستبدله بالحوار المشع والحبكة الواسعة
.
5)
تميزتمسرحيات الحكيم بجمال التعبير، إضافة إلى حيوية موضوعاتها
.
6)
تزخر مؤلفاتالحكيم بالتناقض الأسلوبي. فهي تلفت النظر لأول وهلة بما فيها مـن واقعية التفصيلاتوعمق الرمزية الفلسـفية بروحها الفكهة وعمق شاعريتها… بنزعة حديثة مقترنة في كثيرمن الأحيان بنزعة كلاسيكية.([19
])
7)
مما يؤخذ على المسرحيات الذهنية عند الحكيممسألة خلق الشخصيات. فالشخصيات في مسرحه الذهني لا تبدوا حيةً نابضةً منفعلةبالصراع متأثرةً به ومؤثرةً فيه.([20
])
تظهر البيئة المصرية بوضوح في المسرحيات الاجتماعية. ويَبرُز الحكيم فيها من خلالقدرته البارعة في تصوير مشاكل المجتمع المصري التي عاصرتها مسرحياته الاجتماعية فيذلك الوقت. وأسلوب الحكيم في معالجته لهذه المشاكل
.
9)
ظهرت المرأة في مسرحتوفيق الحكيم على صورتين متناقضتين. كان في أولاهما معادياً لها، بينما كان فيالأخرى مناصراً ومتعاطفاً معها
.
10)
يمكن أن نستنتج خاصية تميز مسرح الحكيمالذهني بصفة خاصة ومسرحه الاجتماعي ومسرحه المتصف بطابع اللامعقول بصفةٍ عامة وهيالنظام الدقيق الذي اتبعه في اختياره لموضوعات مسرحياته وتفاصيلها، والبناء المحكملهذه المسرحيات الذي توصل إلى أسراره بعد تمرس طويل بأشهر المسرحيات العالمية

المايسترو 999!!!

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.