تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تقرير عن ماركوني للصف الثامن

تقرير عن ماركوني للصف الثامن

مــــــــآركوني

قرن لأعظم التقنيات حوّل الأرض إلى كوكب لاسلكي

ماركوني اختبر التلغراف اللاسلكي لتبادل أول رسالة ثنائية الاتجاه قبل 100 عام * ماركوني فشل في امتحان للأكاديمية البحرية وجامعة إيطالية إلا أن ولعه بالعلوم قاده إلى تحقيق أعظم إنجازات القرن العشرين

واشنطن: لوري توبين *
هل يمكن تصور عالم بلا تلفزيون أو راديو؟ أو حتى بلا هواتف خلوية أو لاسلكية، أو من دون الرادار أو أفران الميكروويف أو السيارات التي يتحكم بها عن بعد، أو حتى أجهزة مراقبة الأطفال الرضع؟
وتشترك كل هذه الأجهزة في اعتمادها على بث الموجات الراديوية عبر الهواء. وقبل مائة عام اوضح مخترع إيطالي شاب الإمكانيات الضخمة للتلغراف اللاسلكي. وفي 18 يناير (كانون الثاني) 1903 أرسل جوجليلمو ماركوني أول رسالة لاسلكية ثنائية الاتجاه عبر المحيط الأطلسي. وحقق الاتصال التاريخي بين الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت وملك بريطانيا إدوارد السابع جسرا لمسافة ثلاثة آلاف ميل فورا، بين كيب كود في ولاية ماساشوسيتس إلى محطة بولدو في كورنويل في بريطانيا.

وكان التلغراف الكهربائي موجودا منذ الثلاثينات من القرن التاسع عشر، ثم قام ألكسندر جراهام بيل باختراع الهاتف في 1876. ولكن التلغراف اعتمد على الأسلاك لتوصيل الإشارات الكهربائية، ومتى ما كان هناك حاجز مائي ضخم تطلب اجتيازه كوابل تحت الماء وتكلفة ضخمة.

* اختراع ماركوني

* ولم يكن ابن الأب الإيطالي مالك العقارات والأم الأيرلندية عالما تقليديا إذ لم يحصل على تعليم تقليدي وإنما تعلم داخل المنزل، وعندما كان عمره 12 سنة فشل في امتحان قبول للأكاديمية البحرية الإيطالية.

وفي سن السادسة عشر فشل في امتحان قبول لجامعة بولونيا في إيطاليا. وبالإضافة لذلك فقد كان يقدم واجباته المنزلية غير كاملة أو خاطئة. ولكن ماركوني أحب العلوم وقرأ بشغف كتب الفيزياء والكيمياء، وخاصة عن الكهرباء من عصر اليونان والصينيين حتى العصر الحديث.

وقام بإجراء الكثير من التجارب. ومرة بعد قراءته لتجربة بنجامين فرانكلين على قضبان البرق، قام مع صديق له بوضع قضيب من القصدير على سطح منزله، ثم وصل به جرسا باستخدام سلك. وانتظروا حدوث عاصفة رعدية. وقد اعتقد ماركوني أن البرق سيمر بالقضيب والسلك ويهز الجرس. وعند حدوث عاصفة ضرب البرق واهتز الجرس.

وتقول ابنة ماركوني الصغرى الأميرة إليترا ماركوني أن والدها قد أجرى تجارب على كل شيء من العصي والمكانس والصحون والأطباق والشوك والملاعق والسكاكين. وتضيف أن أباها ظهر وكأنه يلعب ولكنه كان يجري التجارب ويتعلم. وكانت أمه واثقة أنه سينجز شيئا عظيما، ولكن أباه لم يكن واثقا إذ كان قلقا عليه.

بعد أن حاول جوجليلمو ماركوني تقليد تجربة أخرى لبنجامين فرانكلين والتي أدت لتكسر العديد من الصحون، قرر والده منعه من إجراء أي تجارب أخرى. ولكن والدته كانت تؤمن بقدراته وساعدت في ترتيب حصص علوم خاصة له.

وثم يوما ما أثناء إجازة في جبال الألب مع والدته، قرأ ماركوني مقالا عن أعمال العالم الألماني هينريك هيرتز. وقد أثبت هيرتز أن الموجات الكهربائية قادرة على الانتقال من مكان لآخر عبر الهواء. وفكر ماركوني فورا في استخدام هذه الموجات الكهربائية لنقل الرسائل. ولبقية الإجازة انكب يرسم مخططات لتطبيق هذه الفكرة. وحالما عاد لمنزله ذهب لزيارة أستاذه بالفيزياء أجوستو ريخي الذي لم يقتنع بالفكرة.

وشرح ريخي أن العلماء الخبراء يدرسون الموجات الكهربائية منذ أن أثبت هيرتز وجودها، وأضاف أن ماركوني لا يعرف الكافي ليساهم بأي شيء مفيد. ولكن بدلا من أن يهزم، أخذ ماركوني بإجراء التجارب مستخدما البطاريات وملفات الحث والموصلات الكهربائية والمستقبلات. وعمل بالكهرباء والموجات الكهرومغناطيسية التي تنتج عن تفاعل الكهرباء مع المغناطيس.

وكان واثقا أن الفكرة كانت أساسية وبسيطة بحيث صعب التصديق أن شخصا آخر لم يفكر بها. وقام ماركوني بتسجيل كل شيء يراه وكل تغير يحدث وجرب مئات من تراكيب المعادن المختلفة. ومع أن العملية تطلبت الكثير من الوقت، ولكنه كان دؤوبا.

* التلغراف اللاسلكي

* وفي خريف 1895 أرسل ماركوني أخيه ألفونزو خارج المنزل يحمل مستقبل موجات راديو. وظل جوجليلمو داخل المنزل. وكان على ألفونزو أن يطلق عيارا ناريا بالهواء إذا سمع أي شيء. وقام ماركوني بنقر حرف «س» من شفرة موريس وانتظر. وفورا أطلق ألفونزو العيار الناري. لقد نجح التلغراف اللاسلكي.

وأخذ ماركوني يعمل على تحسين جهازه حتى استطاع أن يرسل لمسافة ميل وثم راسل سلطة التلغراف الإيطالية سائلا إن كانت ترغب بتمويل بحثه. وكان الجواب لا. ولكن بريطانيا كانت مهتمة ببحثه. وذهب ماركوني مع والدته في يوليو (تموز) 1896 إلى لندن وقام باستعراض الجهاز بإرسال رسائل من مكتب البريد في لندن. وكان يبلغ من العمر حينئذ 21 سنة، وسرعان ما أصبح اسمه متداولا.

وسمى الناس اختراع ماركوني باللاسلكي واليوم يسمى الراديو. ومع أن الجهاز لم يرسل الموسيقى أو الصوت وإنما بث شفرة موريس. ولكن الجهاز بث الرسائل الهامة مثل نداء الاستغاثة.

وفي سن 23 أنشأ ماركوني شركته الخاصة إذ كان لديه أحلاما عظيمة لاختراعه هذا. وتقول الأميرة إيليترا إن والدها كان يأمل أن الدول المختلفة ستتصل ببعضها البعض وتتفادى الحروب. وكان الاختبار الفعلي لجهازه، إرسال رسالة عبر المحيط الأطلسي. وقال معظم العلماء أن هذا مستحيل فالأرض دائرية الشكل وكيف يمكن لموجات الراديو أن تنحني. الجواب هو أن الموجات تنعكس عن الغلاف الأيوني. ولكن ماركوني والعلماء لم يعرفوا هذا آنذاك.

وقام ماركوني ببناء هوائيات في كورنويل في بريطانيا وفي كيب كود في أميركا ومع أن كلاهما تدمر نتيجة للعواصف ولكن تم إعادة بنائها. وفي 18 يناير 1903 تم عقد أول محادثة عبر محيطية. وإثر هذه العملية وغيرها من الجهود الأخرى في الاتصالات اللاسلكية حصل ماركوني على جائزة نوبل للسلام وكان يبلغ عندها 35 سنة من العمر. في ليلة 14 أبريل (نيسان) 1912 كان ماركوني مسؤولا عن إنقاذ حوالي 705 أشخاص من الغرق. وكان هؤلاء الناجين من سفينة التايتانيك الذين تم إنقاذهم بفضل جهاز ماركوني. في تلك الليلة كان عامل اللاسلكي على متن التايتانيك قد نقر رسالة استغاثة وبين فيها موقع السفينة، بعد ان اصطدمت السفينة بجبل ثلجي في الساعة 11:40 مساء وكانت تغرق بسرعة. وكان عامل اللاسلكي على متن سفينة كارباثية والتي كانت تبعد حوالي 58 ميلا على وشك إنهاء مناوبته وقبل أن يغلق الجهاز اتصل مع التايتانيك وأبلغهم أن كيب كود يحاول الاتصال بهم. وردت التايتانيك بنداء الاستغاثة واتجهت سفينة كارباثية فورا للمنطقة. وعند وصولها وجدت 16 قارب نجاة تحمل حوالي 705 ركاب. وكانت التايتانيك قد غرقت كليا قبل ساعتين. وكانت سفينة أخرى أقرب من كارباثية وهي سفينة كاليفورنيا ولكن عامل اللاسلكي فيها كان قد أغلق الجهاز ورقد للنوم. وكان اللاسلكي على متن السفن يعتبر رفاهية يستخدم لتوصيل الرسائل للركاب. وكان العامل يغلق الجهاز بالليل. ولكن بعد حادثة التايتانيك تقرر أن يتم تجهيز كل سفينة بجهاز لاسلكي وأن يظل شاغلا على مدار 24 ساعة. وبعد وصولهم إلى نيويورك قدم الناجون من تايتانيك لماركوني مدالية ذهبية، إذ لولا اختراعه لماتوا كلهم.

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.