تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » العولمة للصف الحادي عشر

العولمة للصف الحادي عشر

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

العولمة هي مصطلح يشير المعنى الحرفي له إلىتلك العملية التي يتم فيها تحويل الظواهر المحلية أو الإقليمية إلى ظواهر عالمية.ويمكن وصف العولمة أيضًا بأنها عملية يتم من خلالها تعزيز الترابط بين شعوب العالمفي إطار مجتمع واحد لكي تتضافر جهودهم معًا نحو الأفضل. تمثل هذه العملية مجموعالقوى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية.وغالبًا ما يستخدم مصطلح "العولمة" للإشارة إلى العولمة الاقتصادية؛ أيتكامل الاقتصاديات القومية وتحويله إلى اقتصاد عالمي من خلال مجالات مثل التجارةوالاستثمارات الأجنبية المباشرة وتدفق رؤوس الأموال وهجرة الأفرادوانتشار استخدام الوسائل التكنولوجية.كتبت "ساسكياساسن" أن "من مزايا العولمة أنها كظاهرة تشتمل في حد ذاتهاعلى تنوع كبير من مجموعة من العمليات الصغيرة التي تهدف إلى نزع سيطرة الدول علىكل ما أسس فيها ليكون قوميًا – سواء على مستوى السياسات أو رأس المال أو الأهدافالسياسية أو المناطق المدنية والحدود الزمنية المسموح بها أو أي مجموعة أخرىبالنسبة لمختلف الوسائل والمجالات". كذلك، فقد جاء عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب آسياالتابعة للأمم المتحدة والمعروفة باسم "الاسكوا"أن مصطلح العولمة أصبح واسع الانتشار والاستخدام الآن؛ حيث يمكن أن يتم تعريفهبالكثير من الطرق المختلفة. فعندما يتم استخدام مصطلح "العولمة" فيسياقه الاقتصادي، فإنه سيشير إلى تقليل وإزالة الحدود بين الدول بهدف تسهيل تدفقالسلع ورءوس الأموال والخدمات والعمالة وانتقالها بين الدول، على الرغم من أنه لاتزال هناك قيود كبيرة مفروضة على موضوع تدفق العمالة بين الدول. جدير بالذكر أنظاهرة العولمة لا تعد ظاهرة جديدة. فقد بدأت العولمة في الانتشار في أواخر القرنالتاسع عشر، ولكن كان انتشارها بطيئًا في أثناء الفترة الممتدة ما بين بداية الحربالعالمية الأولى وحتى الربع الثالث من القرن العشرين. ويمكن أن يرجع هذا البطء فيانتشار العولمة إلى اتباع عدد من الدول لسياسات التمركز حول الذات بهدف حمايةصناعاتها القومية الخاصة بها. ومع ذلك، فقد انتشرت ظاهرة العولمة بسرعة كبيرة فيالربع الرابع من القرن العشرين…". [3]من ناحية أخرى، يعرف "تومجي بالمر" (TomG. Palmer) في معهد كيتوCato Institute بواشنطنالعاصمة، العولمة بأنها عبارة عن "تقليل أو إلغاء القيود المفروضة من قبلالدولة على كل عمليات التبادل التي تتم عبر الحدود وازدياد ظهور النظم العالميةالمتكاملة والمتطورة للإنتاج والتبادل نتيجة لذلك". [4]أما "توماسإل فريدمان" (ThomasL. Friedman) فقد تناول تأثير انفتاح العالم على بعضه البعض في كتابه"العالم المسطح" وصرح بأن الكثير من العوامل مثل التجارة الدوليةولجوء الشركات إلىالمصادر والأموال الخارجية لتنفيذ بعض أعمالهاوهذا الكم الكبير من الإمدادات والقوى السياسية قد أدت إلى دواماستمرار تغير العالم من حولنا إلى لأفضل والأسوأ في الوقت نفسه. كذلك، فقد أضاف أنالعولمة أصبحت تخطو خطوات سريعة وستواصل تأثيرها المتزايد على أساليب ومؤسسات مجالالتجارة والأعمال.[5]ذكر العالم والمفكر "ناعوم تشومسكي" (Noam Chomsky) أن مصطلح العولمة قد أصبح مستخدمًاأيضًا في سياق العلاقات الدولية للإشارة إلى شكل الليبرالية الجديدة للعولمةالاقتصادية.[6] ذكر "هيرمانإيه دالي" (HermanE. Daly) أنه أحيانًا ما يتم استخدام مصطلحي "العولمة"و"التدويل" بالتبادل على الرغم من وجود فرق جوهري بين المصطلحين. فمصطلح"التدويل" يشير إلى أهمية التجارة والعلاقات والمعاهدات الدولية وغيرهامع افتراض عدم انتقال العمالة ورءوس الأموال بين الدول بعضها البعض.

الخلفية التاريخية للعولمة

لقد استخدمعلماء الاقتصاد مصطلح "العولمة" منذ ثمانينيات القرن العشرين علىالرغم من أنه كان مستخدمًا في العلوم الاجتماعية في ستينيات القرن العشرين. ومعذلك، فإن مبادئ وأفكار العولمة لم تنتشر حتى النصف الثاني من ثمانينيات وتسعينياتالقرن العشرين.

تم وضعالمبادئ والأفكار النظرية الأولى للعولمة على يد الأمريكي "تشارلز تيز راسيل" (CharlesTaze Russell) الذي أصبح قسًا بعد أن كان رأسماليًا وصاحب شركات، كما أنه يعدأول من توصل إلى مصطلح "الشركات العملاقة" في عام 1897. [7][8] تعتبر العولمة بمثابة عملية تمتد عبرالعديد من القرون وتتأثر بنمو السكانومعدلات ازدهار الحضارة والتي زادت بشكل كبير على مدار الخمسين سنة الماضية.

تمثلت أولىأشكال العولمة في أثناء وجود الإمبراطوريةالرومانيةوالإمبراطوريةالساسانيةوأسرة هان الحاكمة في الصين التي عملت علىتوحيد أقطار الصين والاهتمام بالآداب والفنون عندما بدأ البشر يعرفون طريق التجارةالمعروف باسم "سيلكرود" الذي يصل إلى حدود بلاد فارس ويستمر في اتجاه روما. كذلك،يعد العصرالذهبي الإسلامي مثالاً واضحًا على انتشار العولمة؛ وخاصةً عندما أسس المستكشفونوالتجار المسلمون أول نظام اقتصادي عالميفي العالمالقديم، مما ترتب عليه انتشار العولمة في الكثير من المجالات مثل المحاصيلالزراعية والتجارة والعلم والمعرفة والتكنولوجيا. كذلك، فإنه لاحقًا فيأثناء سيادة الإمبراطورية المغولية، حدث تكامل كبير بينالدول الواقعة على طول طريق التجارة "سيلكرود" الرابط بين الصين والإمبراطورية الرومانية. وقد بدأت العولمةفي الانتشار بشكل أكبر قبل أنقضاء القرن السادس عشر مباشرة عند تأسيس مملكتي شبه جزيرة أيبيريامملكةالبرتغالومملكة قشتالة. عملت الرحلات الاستكشافية للكثير مندول العالم والتي أشرفت عليها دولة البرتغال في القرن السادس عشر على ربط القارات والاقتصادياتوالحضارات بشكل كبير على وجه الخصوص. تعتبر رحلات التجارة والرحلات الاستكشافيةالتي أشرفت عليها البرتغال في معظم دول ساحل أفريقيا وجنوب شرق أمريكا وشرق وغرب آسيامن أولى صور رحلات التجارة الكبرى التي قامت على العولمة. وبعدها، استطاعتالبرتغال القيام بالعديد من رحلات التجارة عبر مختلف دول العالم واستعمار العديد من الدول ونشر ثقافتهابها. استمر هذا التكامل بين دول العالم من خلال ازدياد توسع التجارة الأوروبية فيالقرنين السادس عشر والسابع عشر عندما استطاعت كل من الإمبراطورية الإسبانية والبرتغاليةاستعمارأمريكا بعد استعمار فرنسا وإنجلترا لها.جدير بالذكر أن للعولمة تأثيرًا كبيرًا على الثقافاتوالحضارات وخاصة الحضارات المتأصلة في بلادها عبر أنحاء العالم. لقد كانت شركةغينيا Company of Guinea التي أنشأتها البرتغال في غينيا في القرن الخامس عشر من أولىالشركات التجارية بالمعنى القانوني المعروف اليوم والتي أسسها الأوروبيون في قارةأخرى في أثناء عصراستكشاف الدول والقارات؛ حيث تمثلت مهمتها في تجارة التوابل وتثبيت أسعار السلع والبضائع. أما في القرن السابع عشر،أصبحت العولمة ظاهرة تجارية عندما تم تأسيس شركة الهند الشرقية البريطانية (British East India Company) (عام 1600) -والتي غالبًا ما يتم وصفها بأنها من أولى الشركات متعددة الجنسيات – وكذلك عندما تمتأسيس شركة الهند الشرقية الهولندية (Dutch East India Company) (عام 1602) وشركة الهند الشرقية البرتغالية (Portuguese East India Company) (عام 1628).وبسبب الاحتياجات المالية والاستثمارية الكبيرة فضلاً عن المخاطر العالية التياكتنفت مجال التجارة الدولية، أصبحت شركة الهند الشرقية البريطانية الشركة الأولىفي العالم لمشاركة المخاطر وإتاحة الملكية المشتركة للشركات من خلال إصدار الأسهم،الأمر الذي مثل عاملاً مهمًا للتشجيع على انتشار العولمة. تحقق انتشار العولمة منجانب الإمبراطورية البريطانية (أكبر إمبراطوريةعرفها التاريخ) بفضل كبر مساحتها ونفوذها. وقد استطاعت بريطانيا فرض أفكارهاوثقافتها الخاصة بها على الدول الأخرى في أثناء تلك الفترة. أحيانًا ما يطلق علىالقرن التاسع عشر "العصر الأول للعولمة". فقد اتسم هذا القرن بتزايدازدهار التجارة الدولية والاستثمار بين القوى الاستعمارية الأوروبية ومستعمراتهاولاحقًا بين الولايات المتحدة الأمريكية. وفي أثناء تلك الفترة الزمنية برزت بعضالمناطق على خريطة العالم وأصبح لها دور في النظام العالمي؛ مثل تلك المناطقالواقعة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا وكذلك جزر المحيط الهادي. وقد بدأ"العصر الأول للعولمة" في الاضمحلال مع بداية القرن العشرين عند اندلاعالحرب العالمية الأولى. )

لقد انتهى"العصر الأول للعولمة" في أثناء حدوث أزمةقاعدة الذهب والكسادالكبير في الولايات المتحدة الأمريكية والذيكان في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن العشرين.

ومع حلولالقرن الحادي والعشرين، شهدت الكثير من الدول الصناعية في العالم فترة كساد وركود كبيرة.[10] وقد صرح بعض المحللين أن العالمسيشهد فترة لن يتم فيها السعي وراء تحقيق العولمة بعدالمرور بسنوات من ازدياد التكامل الاقتصادي بين مختلف الدول.

مع أنالأزمة المالية قد دمرت ما يقرب من 45 في المائة من الثروة العالمية فيمالا يزيدعن عام ونصف تقريبًا.

العولمة في العصر الحديث

تعدالعولمة منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية نتيجة بارزة لتخطيط القادة السياسيينالهادف إلى إزالة الحدود التي تعرقل التجارة بين الدول سعيًا وراء زيادة معدلاتالرخاء الاقتصادي واعتماد الدول على بعضها البعض؛ وبذلك تقل فرصة وقوع أي حروب فيالمستقبل. وقد أدت مساعي هؤلاء القادة السياسيين إلى عقد مؤتمربريتون وودز والتوصل إلى اتفاقية من قبل الساسة البارزين في العالملوضع إطار محدد بالنسبة للشئون المالية والتجارية الدولية وتأسيس العديد منالمؤسسات الدولية للإشراف على تطبيق العولمة كما يجب. وتتضمن هذه المؤسسات الدوليةالبنك الدولي للإنشاء والتعمير (المعروف اختصارًا باسم البنك الدولي) وصندوق النقد الدولي. وقد تم تسهيل تطبيق العولمةبالاستعانة بما تم التوصل إليه من تقدم تكنولوجي، والذي عمل على تقليل تكاليفالتجارة والجولات الخاصة بمفاوضات التجارة تحت رعاية الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة(الجات)، والتي أدت إلى التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات لإزالة الحواجز والمعوقاتالمفروضة على التجارةالحرة.

لقد تمتقليل الحواجز التي تعترض التجارة الدولية بشكل كبير منذ اندلاع الحرب العالميةالثانية من خلال العديد من الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية الجات. وقد تم تنفيذمبادرات خاصة كنتيجة للتوصل إلى اتفاقية الجات؛ حيث تم الاتفاق وقتئذٍ على إنشاء منظمةالتجارة الدولية، على أن تكون اتفاقية الجات هي الأساس لإنشائها في هذاالصدد. وقد تضمنت هذه المبادرات ما يلي:

تعزيز التجارة الحرة باتباع الآتي:
إلغاء التعريفات الجمركية وإقامة مناطق للتجارة الحرة بتعريفة بسيطة أو دون تعريفة على الإطلاق
تقليل تكاليف النقل وخاصة الناتجة عن تطور عمليات نقل البضائع بحاويات الشحن البحري
تخفيف أو إلغاء الضوابط والقيود المفروضة على رءوس الأموال
تقليل أو منع أو تنسيق صرف الإعانات المالية بالنسبة للشركات المحلية
تخصيص إعانات مالية للشركات العالمية
تنسيق القوانين الخاصة بالملكية الفكرية عبر معظم الدول مع فرض المزيد من الضوابط عليها
الاعتراف دوليًا بتطبيق الضوابط المفروضة على الملكية الفكرية بشكل يتخطى الحدود والسلطات القومية (على سبيل المثال، يتم الاعتراف في الولايات المتحدة الأمريكية بصلاحية براءات الاختراع التي تمنحها الصين.)
</ul>
إن العولمةالثقافية – التي سادت في العالم بفضل تكنولوجيا الاتصالات والتسويق العالمي لمختلفمجالات الثقافة الغربية – تم إدراكها في البداية كعملية تهدف إلى تحقيق التجانسبين الثقافات؛ حيث اتضح جليًا مدى هيمنة الثقافة الأمريكية في العالم على حسابالتنوع التقليدي للثقافات الأخرى. وعلى الرغم من ذلك، فإنه سرعان ما ظهر تيار مضادوأصبح واضحًا مع ظهور تلك الحركات المناهضة للعولمة والتي أعطت المزيد من الاهتمامإلى الدفاع عن مبادئ التميز المحلي والتأكيد على الفردية والهوية الذاتية ولكن دونجدوى.[14]

إن مفاوضاتجولةأوروجواي (المنعقدة من عام 1986 إلى عام 1994) [15]أدت إلى التوصل إلى اتفاقية بتأسيس منظمة التجارة الدولية لتهدئة الصراعاتالتجارية ووضع برنامج موحد للتجارة. أما عن الاتفاقات التجارية الثنائية ومتعددةالأطراف الأخرى – والتي تتضمن بنودًا من معاهدة ماستريخت واتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية – فقد تم توقيعها أيضًا بهدف تقليلالحواجز وخفض التعريفات الجمركية على الأنشطة التجارية. من ناحية أخرى، ترتبطالصراعات العالمية – مثل الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة الأمريكية فيالحادي عشر من سبتمبر – بمدى انتشار العولمة؛ نظرًا لأنها مثلت الدافعالأولي للحرب على الإرهاب في العالم، الأمر الذي أدى إلى تلك الزيادة المستمرة فيأسعار البترول والغاز بسبب أن معظم الدول الأعضاء في منظمةالأوبك من الدول الواقعة في شبه الجزيرة العربية. [16]جدير بالذكر أن نسبة الصادرات العالمية قد ارتفعت من 8.5 في المائة من إجماليالناتج العالمي في عام 1970 إلى 16.1 في المائة من إجمالي الناتجالعالمي في عام 2024.

معايير تحديد مستويات العولمة

يعد افتتاح سلسلة مطاعم ماكدونالدزللوجبات السريعة في اليابان دليلاً على التكامل العالمي.

إذا مانظرنا إلى العولمةالاقتصادية على وجه الخصوص، فإنه سيتضح لنا إمكانية تحديد مستويات لهابعدة طرق مختلفة. وهذه الطرق تتمركز حول أربعة تدفقات اقتصادية رئيسية تتسم بهاالعولمة وسيرد ذكرها فيما يلي:

السلع والخدمات: على سبيل المثال الصادرات والواردات التي تمثل نسبة من الدخل القومي بالنسبة لكل فرد من السكان
العمالة/الأفراد: على سبيل المثال معدلات الهجرة الصافية ومعدلات تدفق الهجرة الداخلية والخارجية وحسابها من جملة السكان
رءوس الأموال: على سبيل المثال، الاستثمارات المباشرة الداخلية والخارجية كنسبة من الدخل القومي بالنسبة لكل نسمة
التكنولوجيا: على سبيل المثال، جوانب البحوث والتطوير الدولية ومعدلات التغير المرتبطة بعدد السكان واستخدام اختراعات تكنولوجية معينة (وخاصة التكنولوجيا الحديثة وما صاحبها من تقدم هائل مثل التليفون والسيارة والشبكات عالية السرعات)

بما أنالعولمة لا تعد ظاهرة اقتصادية فحسب، فإن الأسلوب متعدد المتغيرات المستخدم لتحديدمستويات العولمة يتمثل في ذلك المؤشر الذي تم التوصل إليه من قبل المجموعاتوالمعاهد البحثية بسويسرا KOF. ويقوم هذاالمؤشر بتحديد ثلاثة أبعاد رئيسية للعولمة، ألا وهي البعد الاقتصادي والبعدالاجتماعي والبعد السياسي. بالإضافة إلى وجود هذه المؤشرات الثلاثة التي تعمل علىتحديد هذه الأبعاد، فإنه يتم حساب مؤشر كلي للعولمة وغيره من المؤشرات الفرعيةالمشيرة إلى التدفقات الاقتصادية الفعلية والقيود الاقتصادية والبيانات الخاصةبالاتصالات الشخصية وتدفقات المعلومات ومدى التقارب الثقافي. وفي هذا الصدد، تتوفرالبيانات على أساس سنوي بالنسبة لمائة واثنتين وعشرين دولة كما هو موضح في Dreher, Gaston and Martens (2017).[17]وطبقًا لهذا المؤشر، فإن أكثر الدول تأثرًا بالعولمة هي بلجيكا يليها النمسا والسويد والمملكة المتحدة وهولندا. أما أقل الدول تأثرًا بالعولمة – طبقًا لمؤشر KOF – فهي: هاييتي وميانمار وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوروندي.[18] قامت مجلة Foreign Policy بالاشتراك مع فريق الخبراء الدولي A.T. Kearney بنشر مؤشر آخر للعولمة لتحديد مستوياتها ومدى تأثر الدول بها.وطبقًا لمؤشر عام 2024، اعتبرت كل من سنغافورة وأيرلندا وسويسرا وهولندا وكنداوالدانمارك من أكثر الدول تأثرًا بالعولمة، بينما جاءت كل من إندونيسيا والهند وإيرانلكي تكون أقل الدول تأثرًا بالعولمة بين هذه الدول.

آثار العولمة

للعولمةالعديد من الجوانب التي تؤثر على العالم بأكمله بعدة طرق مختلفة منها:

على المستوى الصناعي : إنشاء أسواق إنتاج عالمية وتوفير المزيد من السهولة بصدد الوصول إلى عدد كبير من المنتجات الأجنبية بالنسبة للمستهلكين والشركات، فضلاً عن سهولة انتقال الخامات والسلع داخل الحدود القومية وبين الدول بعضها البعض. [بحاجة لمصدر]
على المستوى المالي : إنشاء الأسواق المالية العالمية وإتاحة مزيد من السهولة واليسر بصدد حصول المقترضين على التمويل الخارجي. ولكن مع نمو وتطور هذه الهياكل العالمية بسرعة تفوق أي نظام رقابي انتقالي، زاد مستوى عدم استقرار البنية التحتية المالية العالمية بشكل كبير – وهو ما اتضح جليًا في الأزمة المالية التي حدثت في أواخر عام 2024. [بحاجة لمصدر]
على المستوى الاقتصادي : إنشاء سوق عالمية مشتركة تعتمد على حرية تبادل السلع ورءوس الأموال. وعلى الرغم من ذلك، فإن ترابط هذه الأسواق يعني أن حدوث أي انهيار اقتصادي في أية دولة قد لا يمكن احتواؤه. [بحاجة لمصدر]
على المستوى السياسي : استخدم بعض الأشخاص مصطلح "العولمة" للإشارة إلى تشكيل حكومة عالمية تعمل على تنظيم العلاقات بين الحكومات وتضمن الحقوق المترتبة على تطبيق العولمة الاقتصادية والاجتماعية. فمن الناحية السياسية، تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية بمركز قوة كبير بين قوى العالم أجمع بسبب قوة اقتصادها وما لديها من ثروة وفيرة. ومع تأثير العولمة وبمساعدة اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، استطاعت جمهورية الصين الشعبية أن تشهد تطورًا ونموًا كبيرًا في غضون العقد الماضي. وإذا ما واصلت الصين هذا النمو بمعدل مخطط له لمواكبة الاتجاهات الاقتصادية، فإنه من المحتمل جدًا في غضون العشرين عامًا القادمة أن تحدث حركة كبرى لإعادة توزيع مراكز القوة بين قادة العالم. وسوف تتمكن الصين من امتلاك الثروة الكافية والتمتع بازدهار المجال الصناعي بها واستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية لكي تنافس الولايات المتحدة الأمريكية على زعامة العالم.[19]
على المستوى المعلوماتي : زيادة كم المعلومات الذي يمكن انتقاله بين المناطق البعيدة من الناحية الجغرافية. ومع أن هذا الأمر يعد مثار الجدل والنقاش، فإنه يعتبر بمثابة تغير تكنولوجي مصحوبًا بظهور وسائل الاتصال المعتمدة على الألياف البصرية والأقمار الصناعية وإتاحة التواصل عن طريق الهاتف والإنترنت بشكل كبير.
على المستوى اللغوي : تعتبر اللغة الإنجليزية هي الأكثر انتشارًا وتداولاً في العالم أجمع كما يلي:[20]
تتم كتابة حوالي 35 في المائة من رسائل البريد والتليكس والتلغراف باللغة الإنجليزية.
تتم إذاعة 40 في المائة تقريبًا من برامج الراديو في العالم باللغة الإنجليزية

الملفات المرفقة

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.