تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بحث كامل عن الجاحظ "امير البيان العربي" -تعليم الامارات

بحث كامل عن الجاحظ "امير البيان العربي" -تعليم الامارات

تفضلوا الموضوع اتمنى يعجبكم

المقدمة:

انه أمير البيان العربي ,علم من أعلام الأدب العربي .صاحب أعظم المؤلفات التي تعتبر مصابيح تضيء طريق قارئي ومحبي الأدب العربي .فقد ترك العديد والعديد من الآثار الأدبية التي ُيشهد لها .سأتحدث في هذا البحث عن هذا العلم الكبير والقامة العالية ,انه " أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني البصري" ولقبه " الجاحظ ".

التعريف به :

"أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني البصري" .أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها. مختلف في أصله فمنهم من قال بأنه عربي ومنهم من قال بأن أصله يعود للزنج وجده من عبيد شرق أفريقيا بسبب هيئته .كان ثمة نتوء واضحٌ في حدقتيه فلقب بالحدقي ولكنَّ اللقب الذي التصق به أكثر و به طارت شهرته في الآفاق هو الجاحظ.

المولد والنشأة
ولد الجاحظ في مدينة البصرة, نشأ فقيرا، وكان دميما قبيحا جاحظ العينين عرف عنه خفة الروح وميله إلى الهزل والفكاهة، ومن ثم كانت كتاباته على اختلاف مواضيعها لا تخلو من الهزل والتهكم. طلب العلم في سن مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده، ولكن اليتم والفقر حالا دون تفرغه لطلب العلم، فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته.

كان مولد الجاحظ في خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيون ووفاته في خلافة المهتدي بالله سنة 255 هجرية، فعاصر بذلك اثنا عشر خليفة عباسياً هم: المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي بالله، وعاش القرن الذي كانت فيه الثقافة العربية في ذروة ازدهارها.

أخذ علم اللغة العربية وآدابها على أبي عبيدة صاحب عيون الأخبار، والأصمعي الراوية المشهور صاحب الأصمعيات وأبي زيد الأنصاري، ودرس النحو على الأخفش، وعلم الكلام على يد إبراهيم بن سيار.

بالإضافة لاتصاله بالثقافة العربية كان متصلاً بالثقافات غير العربية كالفارسية واليونانية والهندية، عن طريق قراءة أعمال مترجمة أو مناقشة المترجمين أنفسهم، كحنين بن إسحقو سلمويه. توجه إلى بغداد، وفيها تميز وبرز، وتصدّر للتدريس، وتولّى ديوان الرسائل للخليفة المأمون.

أساتذة الجاحظ:
أما أساتذة الجاحظ الذين تتلمذ عليهم وَرَوَى عنهم في مختلف العلوم والمعارف فهم كثيرون جدًّا، وهم معظم علماء البصرة إبَّان حياته، المظنون أنَّ الجاحظ لم ينقطع عن حضور حلقاتهم. ولكنَّ مترجميه يكتفون بقائمةٍ صغيرةٍ منهم غالباً ما تقتصر على العلماء الأَجِلَّة المشهورين.و إنَّ أهمَّ هؤلاء الأساتذة هم:‏
ـ في ميدان علوم اللغة والأدب والشِّعر والرِّواية: أبو عبيدة معمر بن المثنَّى والأصمعيوأبو زيد بن أوس الأنصاري ومحمد بن زياد بن الأعرابي وخلف الأحمر وأبو عمرو الشَّيباني وأبو الحسن الأخفش وعلي بن محمد المدائني.‏
ـ في علوم الفقه والحديث: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ويزيد بن هارون والسري بن عبدويه والحجَّاج بن محمد بن حماد بن سلمه بالإضافة إلى ثمامة بن الأشرس الذي لازمه الجاحظ في بغداد.‏
ـ في الاعتزال وعلم الكلام: أبو الهذيل العلاَّف والنَّظَّام ومويس بن عمران وضرار بن عمر والكندي وبشر بن المعتمر الهلالي وثمامة بن أشرسالنُّميري.
وثَمَّةَ علماء ومفكرون آخرون لا تقلُّ أهمِّيَّتهم عن هؤلاء، والجاحـظ ذاته لم يَغفل عن ذكر معظمهم.‏

منهجه العلمي:

انتـهج الجاحظُ في كتبه ورسـائله أسلوباً بحثيًّا أقلُّ ما يقال فيه إنَّهُ منهجُ بحثٍ علميٍّ مضبوطٌ ودقيقٌ، يبدأ بالشَّك, ولم يكتف به أساساً من أسس منهجه في البحث العلميِّ بل عَرَضَ لِمَكانة الشَّك وأهمِّيَّته من النَّاحية النَّظريَّة في كثيرٍ من مواضع كتبه. لكنه منهجه العلمي لم يكن يقتصر على الشك, فقد كان له منهج نقدي ,تجلى في كتبه ورسائله و في تعامله مع مختلف الموضوعات المعرفيَّة؛ العلميَّة والأدبيَّة، ومن ذلك نقده لعلماء عصره ومحدِّثيه ورواته .و إذا كان النَّقد هو الخطوة اللاحقة على الشَّكِّ فإنَّ المعاينة والتَّجريب هي الخطوةُ المقترنة بالنَّقد والمتلازمة معه، وخاصَّةً في مسائل العلم الطَّبيعي، والجاحظ لم ينس هذه الخطوة ولم يتناسها بل جعلها عماداً لازماً من أعمدة منهجه البحثي، وقد بدا ذلك في اتجاهين؛ أولهما قيامه هو ذاته بالمعاينة والتَّجريب، وثانيهما نقل تجارب أساتذته ومعاصريه.

أهم مؤلفاته وآثاره الأدبية:
للجاحظ العديد من المؤلفات والآثار الأدبية العظيمة ومنها : "البيان والتبيين" وهو من اعظم مؤلفات الجاحظ، وهو يلي كتاب الحيوان من حيث الحجم ويربو على سائر كتبه. وإذا كان كتاب الحيوان يعالج موضوعاً علمياً فإن كتاب البيان والتبيين ينصب على معالجة موضوع أدبي. ولكن الجاحظ في هذين الكتابين، شأنه في جميع كتبه، ينحو منحى فلسفياً. فهو لا يقتصر في كتاب الحيوان على أخبار الحيوانات وخصالها وطباعها، بل يتطرق إلى موضوعات فلسفية كالكمون والتولد، والجواهر والأعراض، والمجوسية والدهرية… الخ.
"كتاب الحيوان"تحدث الجاحظ في هذا الكتاب عن العرب والأعراب، وأحوالهم وعاداتهم ومزاعمهم وعلومهم وبعض مسائلالفقهوالدينوصفوةٍ مختارةٍ من الشعر العربي والأمثال والبيان، ونقد الكلام،يعد أول كتاب جامع وضع في العربية في علم الحيوان.. لأن من كتبوا قبل الجاحظ في هذا المجال أمثالالأصمعيوأبي عبيدةوابن الكلبيوابن الأعرابيوالسجستاني وغيرهم.. كانوا يتناولون حيوانًا واحدًا وكان اهتمامهم لغويا وليس علميا، ولكن الجاحظ اهتم إلى جانب اللغةوالشعربالبحث في طبائع الحيوان وغرائزه وأحواله وعاداته ويعد كتاب الحيوان للجاحظ أضخم كتب الجاحظ إطلاقا ويعد دائرة معارف واسعة الأفق و صورة بارزة لثقافة العصر العباسي المتشعبة الأطراف .

" كتاب البخلاء"كتاب البخلاء، هو كتاب ادب وعلم وفكاهة. وهو من أنفس الكتب التي يتنافس فيها الأدباء والمؤرخون. فلا يعرف كتابا يقوقه للجاحظ, ظهرت فيه روحه الخفيفة تهز الأرواح، وتجتذب النفوس . تجلى فيه أسلوبه الفياض، وبيانه الجزل الرصين، وقدرته النادرة، على صياغة النادرة، في أوضح بيان، وأدق تعبير، وابرع وصف. ولا نعرف كتابا غيره للجاحظ أو لغيره، وصف الحياة الاجتماعية في صدر الدولة العباسية كما وصفه هو فقد اطلعنا على أسرار الأسر، ودخائل المنازل، واسمعنا حديث القوم في شؤونهم الخاصة والعامة، وكشف لنا عن كثير من عاداتهم وصفاتهم وأحوالهم.

وقد كان الذي يغلب على الظن ان يكون الجاحظ قد كتب كتاب البخلاء وهو في سن الشباب,لأن هذه السن في الغالب سن العبث والسخرية، والتندر والدعابة، والتفكه بعيوب الناس. ولكنا نقرأ في كتاب البخلاء من الأخبار ما يحملنا على انه كتب الكتاب أو جمعه وهو هرم، يحمل فوق كتفيه أعباء السنين.
والجاحظ يشير في طليعة كتاب البخلاء انه قدمه إلى عظيم من عظماء الدولة، ولكنه لم يبح باسمه. يرجح أن يكون الكتاب كتب لواحد من ثلاثة، هم: محمد ابن عبد الملك الزيات ، والفتح بن خاقان وزير المتوكل ، وابن المدبر، وقد كان للجاحظ صديقا حميما.

وهناك أيضا العديد من الكتب والمؤلفات الأخرى مثل:كتابالبرصان والعرجان والآمل والمأمولوالتبصرة في التجارة والبغال و فضل السودان على البيضان …. وغيرها .

.

وفاته:

يتحدّث كتّاب السير عن نهايته في عام868م الموافق لسنة255 هـ وقد قارب التسعين سنة. وله مقالة في أصول الدين وإليه تنسب وهي ( الجاحظية.( وقد هدّه شلل أقعده, وشيخوخة صالحة.و عندما كان جالسا في مكتبته يطالع بعضالكتب المحببة إليه وقع عليه صف من الكتب أردته ميتاً
لقد مات الجاحظمدفونا بالكتب, مخلفاً وراءه كتباً ومقالات وافكاراً ما زالت خالدةً حتىالآن.

الخاتمة:

و بعد فهذه كانت نبذه بسيطة عن الجاحظ , وإنها لسيرة عطره لعلم من أعلام الأدب العربي .فقد كان نبراساً يضيء لمن ساروا خلفه بمؤلفاته العظيمة المتميزة التي انفرد بها عن غيره . فكم من الكتاب و المؤلفين الذين تمر على مؤلفاتهم الأيام وتندثر مع الزمن ,لكن الأدباء العظماء أمثال الجاحظ تظل آثارهم محفوظة ينتفع بها طلاب العلم .

المراجع والمصادر:

1. ياقوت الحموي ،"معجم الأدباء"، ح16، ص 106


2. دكتور طه الحاجري،" الجاحظ حياته وأثاره"، طبعة دار المعارف بمصر -1962
3.شفيق جبري "الجاحظ معلم العقل والأدب القاهرة 1948

4.الموسوعة الحرة

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.