تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بحث للتاريخ/مازيني.. -مناهج الامارات

بحث للتاريخ/مازيني.. -مناهج الامارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا البحث من عمل طالبة مجتهده في أحد المدونة>>>لحفظ حقوق الصاحب
وإن شاء الله بيعيبكم—————————

المقدمــــــــــــــة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..ذا كان النمساويون قد وفقوا سنة 1870 في قمع طلائع حركات التمرد في إيطاليا بسرعة كبيرة و فرضوا بذلك على البلاد نظاما صارما من الرقابة و القمع، فإن ذلك لم يمنع نبتة الحرية و الاستقلال التي غرست زمن الفرنسيين من أن تستمر حية نضرة نرعاها آمال و تطلعات العناصر الوطنية الإيطالية في الداخل و الخارج. ذلك إن الجمعيات الوطنية الإيطالية ظلت دائمة العمل و النشاط و النضال. و لم تكن قضية إيطاليا موضع اهتمام الإيطاليين فقط بل أنها كانت أيضا محل عناية و رعاية كثير من أحرار العالم في كل مكان نظرا لما كان لهذه الأمة من مجد غابر و تاريخ حافل و لمل صارت عليه من ذل و اضطهاد في ظل حكم مترنيخ. و كان الفارون من الإيطاليين يلقون الترحيب و العون من كل مكان .
من هو مازيني:
ففي لندن حل هاربا من الاضطهاد النمساوي أحد أبرز رواد الحركة الوطنية الايطالية وأخطرهم في نظر السلطات المحتلة لمازيني.من منفاه في انكلترا كان عين الوطنية الايطالية الساهرة يتابع بصورة مستمرة أحداث بلاده ويدعوا لتحريرها من الداخل عن طريق رجالة الكثيرين المنتشرين في كل مكان من شبه الجزيرة و من الخارج عن طريق الآلاف من الأحرار الأوروبيين الذين لم يكن الشاعر الانكليزي العظيم بيرون أقلمهم حماسا واندفاعا قضية الأمة الايطالية .غاريبالدى: من المنفى أيضا في الجنوبية كان غاريبالدى , وهو رائد آخر من رواد الوطنية الايطالية , يعمل لتحرير بلادة . التحقق في سن مبكرة بجمعية (( ايطالية الفتاة )) لكونه كان شديد الإيمان بأفكار مؤسسها مازيني إذ كانت تطابق ما كان يشعر به دوما في أعماقه من ضرورة العمل لتحرير أمته ومن انه كما كان يقول : ((من الفضل للإنسان أن يموت من أن يعيش مستعبدا )) .واثر حركة تمرد فاشلة حاول بها في أسطول البيامون اضطر للفار إلى أمريكا الجنوبية حيث جمع حوله بعض الايطاليين وشارك في كثير من الاضطرابات وأعمال العنف في تلك البلاد مما اكسبه رجالة خبرة كبيرة في مجال القتال كما في السياسة و هو الأمر الذي سيساعده فيما بعد على التأسيس جماعة ((القمصان الحمر )) في ايطاليا ذات الشهرة الواسعة . ومن منفاه البعيد كان على صلة دائمة أعوانه السريعين في وطنه وبعلمه ورئيسة مازيني في إنجلترا.وقبل أن تبدأ مرحلة الثورات سنة 1848 كانت أفكار مازيني و غاريبالدى قد أصبحت في ايطاليا رغم القمع والاضطهاد عامة شاملة موجهة للجميع في أعمالهم بل إن رياح الحرية والديمقراطية فرضت قيام أكثر من تجربة على صعيد الحكم .
تأسيس جمعية إيطاليا الفتاة سنة 1831م:
وقد عبر مازيني في البيان التأسيسي لجمعية ايطاليا الفتاة الصادر سنة 1831 عن راية في أن مستقبل أمته لا بد أن يقوم على أسس ثلاثة : الاستقلال , التحرر من الحكم الأجنبي والوحدة . وبذا فانه يكون قد سار بحركة التحرر الوطني في بلادة شوطا بعدا بالنسبة لحركات صريحة أهمها الوحدة كما وضع لها أسس عمل دائمة وجند لها من دعاة والأنصار أعضاء جمعية ((ايطاليا فتاة )) وغيرهم عاملون لها بصورة دائمة و سرية . وتعهد هو بمتابعة النضال حتى النصر : و الواقع إن دعوة مازيني و خاصة أفكار حول الوحدة والتحرير لقيت استجابة و تأييدا كبيرين في أوساط عامة الوطنيين الايطاليين وكثيرا ما لقيت الترحيب حتى في بعض الأوساط الحاكمة . فشارل ألبرت ملك البيامون وسردينيا أعجب كثيرا بفكرة إيجاد ايطاليا موحدة و محرر من قيود الاحتلال واخذ يقترب تدريجا من أفكار مازيني.
الثــــــــــورة:
حين أطلت سنة 1848 كانت معالم القضية الوطنية قد أصبحت واضحة للغايةوبات كل ايطالي أن عليه أن يسعى لتحقيق الأهداف الثلاث التي عددها مازيني و هي: الجلاء ، والاستقلال ، والوحدة . وان الأهداف الثلاثة متلازمة مترابطة ولابد من تحقيها كلها إذا أراد بحث ايطاليا من رقادها .وكان واضحا منذ اليوم الأول من السنة المذكورة أن الجو في ايطاليا يميل للاضطراب والتمرد .وبالفعل في الثاني عشر من كانون الثاني ( يناير ) قامت أعمال عنف مملكة نابولي وصقلية واجبر الملك فردينان الثاني على إعطاء رعايا دستور ديمقراطية على نمط دستور فرنسا لسنة 1830 وكذلك فعل ملك سردينيا والبيامون شار ألبرت في شهر مارس و تبعة قداسة البابا .اثر اندلاع أعمال العنف في فينا وسقوط مترنيخ اعتقد الوطنيون في البندقية ولباريديا وهما الولايتان اللتان كانتا تحكمان مباشرة من قبل النمساويين , إن ساعة التحرير قد دقت, فتألفت في كل منهما حكومة وطنية أعلنت الانفصال عن الإمبراطورية وطردة جيوش الاحتلال من البلاد . ولما كانت الولايتان تدركان إن النمسا لن توافق على هذا التصرف لأن في نجاحه انهيار النفوذ النمساوي في ايطاليا بصورة نهائية وشاملة , فقد طلبتا العون من شارل ألبرت ملك البيامون..

بالطبع كان هذا الرجل يدرك انه لا يستطيع لوحدة مجابهة القوى النمساوية التي لا تزال متحصنة في شمال ايطاليا بقيادة القائد البارع رادتسكي radetzki , فحصل بضغط من العناصر الايطالية الوطنية على مساعدات عسكرية بلغت حوالي 30 ألف جندي إلا انه كانت تنقصهم الخبرة والتدريب والنظام .أرسل شارل ألبرت جيوسة إلى الشمال وأعلن الحرب على النمسا في 25 آذار (مارس ) سنة 1848 تلبية لنداء أخوانة في البندقية ولمبارديا . إلا أن الجيوش النمساوية الحسنة التدريب لم تلبث أن حققت نصرا كثيرا على الجيوش الايطالية في معركة كوستوزا في شهر تموز ( يوليو ) و أرغم الملك شارل ألبرت على قبول هدنة عامة .إلا أن ملك البيامون اضطر بعد ذلك وتحت ضغط الرأي العام الايطالي المناهض للنمساويين لانتهاز فرصة انتصارات جزيئه أحرزها المجريون على النمسا فخرق الهدنة وعاد للقتال مجددا في شهر آذار (مارس ) سنة 1849 .غير أن الجيوش النمساوية تمكنت بعد عشرة أيام فقد من إحراز النصر على الايطاليين في معركة نوفار. عندئذ كان لا بد للملك شارل ألبرت من التنازل عن العرش لابنه فيكتور عملنوءيل الثاني الذي وقع معاهدة صلح مع المنتصرين أعادت الوضع في لمارديا والبندقية والشمال الايطالي إلى ما كانت علية قبل سنة 1848 .وفى الممتلكات البابوية وقع خلاف بين أتباع مازيني و بين قداسة البابا عقب هزيمة كوستوزا حول العلاقات مع النمسا .فالبابا بحكم منصبة الديني والتزامه برعاية وحدة المسيحيين رفض مخاصمة النمسا لئلا يؤدى ذلك إلى انفصال إمبراطورها عن كنيسة روما .هذا الموقع أدى إلى قيام حركات في البلاد بقيادة الزعيم الوطني مازيني وفرار قداسة البابا . استنجد قداسته بالدول الكاثوليكية : النمسا واسبانيا وفرنسا طالبا منها العون والمساعدة لاسترجاع ممتلكاته . ولما كانت اسبانيا أنذالك في حالة من الضعف تجعلها عاجزة عن القيام بدور ايجابي خارج بلادها وكانت النمسا منشغلة في مشاكلها مع الثوار المجريين فقد بات بإمكان فرنسا وحدها مساعدة البابا . وكان لويس ناوليون يرغب في تقديم ذلك العون لإرضاء الفآت الكاثوليكية الفرنسية المؤيد لحكمة , متناسيا ما كان له من صلات ود وتأييد مع الايطاليين لوطنيين والفترة الطويلة التي عاشها بينهم مناضلا في صفوفهم لذا جهزت فرنسا جيشا أرسلته إلى ايطاليا فاحتل مدينة روما في حزيران ( يونيو ) سنة 1849 وأعاد البابا إلى عرشه بعد طرد الجمهوريين .كان من نتائج هزيمتي كوستوزا ونوفار وتدخل الفرنسيين إصابة الوطنيين الإيطاليين نجيبة أمل مريرة وتراجعت مبادئ الحرية في كل مكان وانهارت تحت وطأة بقايا الرجعية مؤيدة من المحتلين النمساويين كل المؤسسات الدستورية عند انتهاء المد الثوري لم يبقى في البلاد من آثاره سوى دستور واحد في البيامون أصر الملك فيكتور عمانوئيل الثاني على إبقاءه رغم الكثير من الضغوط التي تعرض لها مما جعل أنظار الوطنيين الإيطاليين المفجعين في آمالهم تتطلع إليه برجاء و تفاؤل..
الخاتمـــــــــة:

اشتعلت نيران حربين عالميتين سفك فيها العالم المسيحي الغربي دماء بعضه بعضا بعشرات الملايين دون أن يكون لدى أي واحد من المشتركين في هذه المجازر أي سبب شخصي ضد أي من الآخرين . وقد أصبحت الثورة الروسية والثورة الصينية أمرا واقعا , ولقد تمت تنمية الشيوعية وتقويتها حتى أصبحت معادلة في القوة لمجموع العالم المسيحي الغربي. أما في الشرقيين الأدنى والأقصى فالمؤامرة ماضية في التمهيد للحرب العالمية الثالثة. وإذا لم يجر الآن وفي هذا الوقت بالذات إيقاف هذا المخطط, عن طريق إعلام الرأي العام العالمي , بأن الكارثة الاجتماعية النهائية قادمة لا محالة وسوف يتلوها الاستبعاد المطلق الجسدي والعقلي والروحي للإنسانية .

التوثيق:
المؤلف:1) د. عبد العزيز سليمان نور..
2) د. عبد المجيد نعنعي..
دار النشر: دار النهضة العربية للطباعة و النشر..
(2) http://www.ahdath.info
(3) http://www.ahdath.info

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.