السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المقدمــــــة
تعتبر الدولة الحمدانية أول حكم لقبائل ربيعة في العهد الإسلامي والذي استغل فترة الضعف التي مرت على الدولة العباسي بعد وفاة الخليفة المتوكل في فترة انحلال عرى الروابط بين الأمصار الإسلامية ، وضعف الخلفاء العباسيين الذي تولوا بعد المتوكل وعدم مقدرتهم على تشديد الحكم المركزي على إمبراطورية واسعة الأرجاء ، فضلا عن قيام الجيش – الذي اغلب عناصره من الترك – بالسيطرة الكاملة على قصر الحكم في بغداد إلى درجة خلع الخلفاء ، وفي هذا المبحث نتحدث عن الدولة الحمدانية وتاريخها وكيف نشأت وعلاقة قبائل عنزة الوالية الحالية بهذه الدولة قبل هجرة قبائل ربيعة تحت مسمى عنزة الوالية من العراق إلى الحجاز .
الموضوع:
قبيلة ربيعة في العهد العباسي الثاني ( 260هـ – 656هـ(
ذكرنا سابقا في موضوع ( تاريخ تغلب في الجزء الثاني ) أن قبائل ربيعة تلك الحقبة قد هاجرت من نجد تحت ضغوط قبائل قيس عيلان الذين استولوا على اليمامة أواخر العهد الأموي وكذلك استولوا على البحرين ( شرق جزيرة العرب ) وأصبحت بطونهم تتوزع في جزيرة العرب من المدينة المنورة وخيبر ( حيث تقطن غطفان وبني هلال تلك الحقبة ) إلى اليمامة حيث بني نمير وبني كلاب ، وزاد قوة قبائل قيس عيلان بظهور قوة القرامطة حيث التفت قبائل قيس على القرامطة وأثاروا الرعب في جزيرة العرب لعدة عقود منذ سنة 280هـ
أما قبائل ربيعة من بكر وتغلب ومن ينضوي فيهم مثل عنزة والنمر وضبيعة وحنيفة فكانوا في الديار التي عرفت باسمهم ( ديار ربيعة ) ومركز ديارهم الموصل وديار بكر ، ومع تقادم العهد والبعد الزمني عن ظلال حرب البسوس كانت قبائل ربيعة تقترب لبعضها شيئا فشيئاً في تلك الفترة، إلى أن أصبحت المنافسات بينهم على رئاسة القبيلة ( قبيلة ربيعة ) ولم احد مصدرا يذكر من شيخ قبائل بكر ( الداخلة فيها قبيلة عنزة تلك الحقبة ) لكن يبدو لي أن رئاسة بكر تحولت تلك الفترة إلى عنزة استناد إلى حادثة الزابيين بين عنزة والازد والتي قادها برهومة العنزي في ديار ربيعة سنة 253هـ .
كانت المنافسة بين شخصيات قبيلة ربيعة وخاصة بكر وتغلب على أمرين : الأول هو حكم الموصل باعتباره مركز ديار ربيعة وحاضرتها.. والثاني هو رئاسة قبائل ربيعة ، ومن ابرز الشخصيات الربعية المتنافسة على حكم الموصل تلك الفترة :
1- حمدان بن حمدون ألتغلبي ألربعي وهو الذي تنسب إليه الدولة الحمدانية التي هي موضوعنا .
2- محمد بن خالد الشيباني وهو الذي عينته الدولة العباسية على الموصل فحاول توحيد قبائل ربيعة فقاتل ضد بني تغلب إلا انه هزم سنة 251هـ وتولى رئاسة بكر بعده برهومه العنزي صاحب فتنة الزابيين التي أشرنا إليها.
3- الهيثم بن عبد الله ألتغلبي ، جمع جموعا من ربيعة سنة 261هـ وحاول أن يحكم الموصل إلا أن حمدان بن حمدون تصدى له بمن معه من قبائل ربيعة واستولى حمدان على الموصل سنة 271هـ لتبد أول مراحل تأسيس الدولة الحمدانية أول دولة ربعيه في تاريخ الإسلام .
حمدان بن حمدون وتأسيس الدولة الحمدانية
من قلب البادية وفي ديار ربيعة برز عدة أسماء لعدد من الفرسان من أبرزهم حمدان بن حمدون الطامح لرئاسة وحكم ديار ربيعة ، وأول إشارة في التاريخ لحمدان بن حمدون كانت سنة 271هـ عندما بلغ الخبر في بغداد عن دخوله الموصل بقبائله ومعه شخص اسمه هارون الشاري البكري كما أشار المؤرخ الطبري في تاريخه عن تلك السنة ، واستطاع حمدان بن حمدون أن يوحد قبائل ربيعة على إمارته وأن يستقل عن الدولة العباسية حتى جاءت سنة 281هـ .
ففي تلك السنة قام الخليفة العباسي المعتضد بتسيير حملة عسكرية على حمدان بن حمدون فنجح في إلقاء القبض عليه ووضعه في السجن وتم بذلك إعادة الموصل للحكم العباسي المباشر ، إلا أن هارون الشاري ( شريك حمدان في الاستيلاء الموصل ومساعده ) افلت من قبضة العباسيين واستمر على مناوئته للدولة العباسية.
إطلاق سراح حمدان بن حمدون من السجن
كان لحمدان بن حمدون عدة أبناء ومن أبرزهم :
1- الحسين بن حمدان
2- أبو الهيجاء واسمه عبد الله بن حمدان وهو المؤسس الحقيقي للدولة الحمدانية وأبو الشاعر العربي المعروف ( سيف الدولة ) وسنتحدث عنه فيما بعد .
كان الحسين بن حمدان قد عرض على السلطات العباسية قدرته على التصدي لثورة هارون الشاري ( شريك والده السابق ) مقابل عدة شروط تؤديها الدولة العباسية له ولقبيلته ومن ابرز هذه الشروط إطلاق سراح أبيه حمدان وإزالة الإتاوات عن قبائل ربيعة واختيار خمس مئة فارس منهم مقربين للسلطة .
وبالفعل نجح الحسين في حملته على هارون الشاري وقبض عليه سنة 283هـ وسلمه للخليفة المعتضد الذي نفذ شروط الحسين فورا وأصبحت قبائل ربيعة الذراع الأساسي للعباسيين في محاربة أعدائهم تلك الحقبة وهم القرامطة في نجد والطولونيين في مصر والشام وبني تميم وبني أسد في ديار مضر المجاورة لديار ربيعة واستلم الحسين ولاية الموصل وديار ربيعة ، بينما بقي أخوه أبو الهيجاء وأبيه حمدان مقيمين في بغداد مقربين أيما تقريب لمقام الخلافة .
كان ابرز عدو للدولة العباسية في تلك الفترة هم بني طولون الأتراك المستقلين بحكم مصر والشام وتتبعهم قبائل جذام ولخم القوية ، فسار الخليفة العباسي ومعه قبائل ربيعة بقيادة الحسين بن حمدان إلى الرقة حيث كانت الدولة الطولونية تمتد وتمكن من هزيمتهم سنة 292هـ وواصل الخليفة العباسي تقدمه إلى حمص ومن ثم إلى مصر حتى استأصل الدولة الطولونية من جذورها وأعاد مصر إلى الحكم ، وزادت هذه الأحداث من مكانة بني حمدان وقبائل ربيعة عند العباسين مما جعل المكتفي يعقد ولاية الموصل وديار ربيعة لعبد الله بن حمدان ( أبو الهيجاء ) الابن الثاني لحمدان بن حمدون ومؤسس الدولة الحمدانية .
ولاية أبو الهيجاء للموصل
عندما تولى أبو الهيجاء حكم الموصل وديار ربيعة استطاع في بداية حكمه إن يخمد ثورة عنيفة للأكراد سنة 293هـ ، وقد خدمته هذه الثورة لدى السلطات العباسية وأتاحت له إن يكون أكثر ثقة لديهم ، وان يوسع بذلك مناطق حكمه ونفوذه وصلاحياته وبالتالي يضع البذور الأولى لولادة الدولة الحمدانية.
لكن أبي الهيجاء استعجل على ما يبدوا في الاستقلال عن الدولة العباسية ذاتها زمن الخليفة المقتدر سنة 301هـ ، ووجه له المقتدر جيشاً بقيادة قائد تركي ( مؤنس الخادم ) مما جعل أبي الهيجاء يعتذر للمقتدر ويقبل الأخير اعتذاره ، ثم قام الحسين بن حمدان ( اخو أبي الهيجاء ) بمحاولة استقلال بديار ربيعة سنة 303هـ وانتهت إلى الفشل وأسر الحسين وحبس المقتدر على اثر ذلك أخوه أبو الهيجاء وأولاده ، وهذه أول مراحل تأسيس الدولة الحمدانية وهي التخلص من التبعية للحكم في بغداد .
لكن المقتدر أطلق بعد ذلك سراح بني حمدان وأعادهم إلى الموصل ، غير أن أبو الهيجاء قتل مع الخليفة المقتدر من قبل الجيش سنة 317هـ وقام العسكر بتنصيب القاهر بدلا من المقتدر ، واستمر أبناء أبي الهيجاء الحمدانيون أمراء على ربيعة في الموصل مع بقائهم خاضعين للنفوذ العباسي الذي كان بدوره خاضعا للجيش .
تغير الأمور لصالح الحمدانيين
لكن الأمور تغير لصالح الحمدانيين حين دخل البريد يون بغداد سنة 330هـ ، فاضطر الخليفة العباسي المتقي أن يلتمس لنفسه مكاناً للنجاة، فلم يجد خيراً من الموصل حيث الأمير الحمداني القوي الحسن ابن أبو الهيجاء و الشقيق الأكبر لعلي ( الذي سمي فيما بعد سيف الدولة ) ، القادر على حمايته و إعادة عرشه إليه، فيمم وجهه شطر الموصل ، و برفقته أمير الأمراء أبو بكر محمد بن رائق، و لما كان الأمير الحمداني طموحاً، نزاعاً إلى توطيد ملك لقبيلته، نهازاً للفرص..
لم يشأ الأمير الحمداني الحسن أن يضيع وقتاً فاصطحب الخليفة .. و سار على رأس جيش كبير معقوداً لواءه على أخيه الأصغر علي، و ما كاد الركب يصل بغداد ، حتى نجا البريد يون بأنفسهم، و فروا أمام الجيش الحمداني الذي يتكون من قبائل ربيعة القوية الضاربة حول الموصل في تلك الفترة وتمتد منها حتى عين التمر قرب كربلاء.
وتعتبر هذه الحادثة نقطة تحول في تاريخ بني حمدان بل وتاريخ النفوذ العربي في قصر الخلافة العباسي بعد عقود طويلة من سيطرة الفرس والأتراك ، فلقب الحسن بن حمدان بـ ( ناصر الدولة ) ولقب أخيه علي بـ ( سيف الدولة ) وتولى ناصر الدولة منصب أمير الأمراء وهو من المناصب المستحدثة في العهد العباسي الثاني ولم يتول هذا المنصب عربي قط قبل ناصر الدولة هذا ، ونحن سنتحدث الآن عن الأميرين ( ناصر الدولة ) أمير الموصل و( سيف الدولة ) الذي أصبح أمير حلب ، مبتدئين الحديث عن سيف الدولة وعاصمته حلب لأنه كان الأشهر ثم ننتقل للحديث عن ناصر الدولة وإمارة الموصل.
سيف الدولة الحمداني
وهو الذي تولى كما قلنا منصب أمير الأمراء في بغداد بعد حادثة البريديين ، ومولده في ديار قومه ربيعة سنة 303هـ ، ويعتبر من فرسان ربيعة المشاهير وله قصيدة شعرية يمكن اعتبارها أول ملحمة ربعيه في الإسلام ومما جاء فيها عن عنزة :
فأما شعيب فالتخصيص بفضله=هم العنزيون الكرام البوادي
يشير إلى الحديث المنسوب للرسول صلى الله عليه وسلم عن عنزة:
" مرحبا بقوم شعيب وأختان موسى " والحديث ضعيف بهذه الصيغة وصيغته القوية هي التي رواها الألباني وتخلوا من اسم موسى وشعيب لكن الشاهد أن سيف الدولة ذكر عنزة .
ازداد نفوذ سيف الدولة في البلاط العباسي ليس لأنه أمير الأمراء فحسب بل إن هناك أحداث مهمة وقعت تلك الفترة ومن أبرزها :
الخلاف الذي نشا بين القرامطة وحلفائهم الفاطميين الذي كانت دولتهم في بدايتها في تونس وقبل إن تنتقل لمصر ، هذا الخلاف انتهى بتفوق الفاطميين وتمكنوا من استمالة قبائل قيس عيلان الضاربة في نجد والحجاز والتي كانت موالية للقرامطة ، فانحاز بنو غطفان وبنو هلال إلى الفاطميين وتركوا مواطنهم في الحجاز ( خيبر وفدك ) ورحلوا للفاطميين في افريقية ، بينما هاجرت جموع من نمير وعقيل وكلاب إلى الشام قادمة من نجد ، وبقي جمع من بني عقيل بن عامر وخفاجة والمتفق وبني كعب مع القرامطة في الإحساء ومع الاخيضريين في اليمامة .
كذلك من ابرز الأحداث في تلك الفترة قيام الإخشيد ( والي مصر ) بالاستقلال بها عن بغداد ، ومن ثم استغل الإخشيد قبائل قيس المهاجرة من نجد واستمالها إلى صفه واستطاع ضم الشام لدولته وعين أبي الفتح احد شيوخ بني كلاب بن عامر ولاية حلب التي كانت تعد من أهم مدن الشام .
وسط هذه الأحداث كان سيف الدولة يتطلع إلى توسيع نفوذه إلى الشام منطلقا من ديار ربيعة في العراق ، وواتته الفرصة عندما جاء إليه وفد من قبيلة بني كلاب يشكونه حكم أبي الفتح ألكلابي المعين من قبل الإخشيد .
سيف الدولة يستولي على حلب والشام
لازلنا في سنة 333هـ ، السنة التي سار فيها سيف الدولة إلى الشام لتخليصها من نفوذ الإخشيد ومني واليه من بني كلاب بن عامر واستطاع دخول حلب بغير حرب وهزيمة قوات الإخشيد في حمص والتي كان يقودها ( كافور وهو عبد الإخشيد ) ، وبسط سيف الدولة سلطته على دمشق ومن ثم على الشام كله حتى بلغت الأخبار الإخشيد في مصر فقرر الانتقام من سيف الدولة واستعادة الشام منه .
سار الإخشيد من مصر على رأس جيش كبير ووصل الشام وتقابل مع سيف الدولة في قنسرين وهزم سيف الدولة بتلك الحرب وانكف سيف الدولة إلى بلدة الرقة ، بينما قام الإخشيد بتخريب مدينة حلب وتقطيع بساتينها انتقاما من أهلها لميلهم لسيف الدولة .
ومع دخول سنة 334هـ انتهت الحرب بين الطرفين ( الحمداني والإخشيدي ) انتهت بالصلح بين الطرفين على أن تدخل حلب وحمص فقط إلى حوزة سيف الدولة ، بينما تبقى دمشق وإعمالها لصالح الإخشيد في مصر ، وتوجت العلاقة بين الدولتين بزواج سيف الدولة من فاطمة ابنة أخ الإخشيد .
عودة التوتر بين الطرفين
يقول العرب في أمثالهم ( دوام الحال من المحال ) وهذا ما حدث بالفعل في العلاقات الحمدانية الإخشيدية ، ذلك أن الإخشيد الذي جرى الصلح مع الحمدانيين في عهده قد توفي في السنة ذاتها 334هـ واستولى عبده المسمى كافور على الحكم بعد أن كان وصياً على أبناء الإخشيد .
أتاحت وفاة الإخشيد الفرصة لسيف الدولة أن يسير إلى دمشق التي تنازل عنها بموجب الصلح قبل وفاة الإخشيد ، وخاصة إن أوضاع دمشق الأمنية كانت قد تدهورت بعد أن اخلي كافور العبد جميع عساكرها ليدعم نفسه في حكم مصر ، لكن أهل دمشق لم يرضوا بحكم سيف الدولة وطلبوا العون من كافور سنة 336هـ فاستعادها كافور واخرج منها سيف الدولة ، ومن ثم اجبر كافور سيف الدولة على إنفاذ الاتفاق السابق قبل وفاة الإخشيد وهكذا كان اقتصر حكم سيف الدولة في الشام على حلب بينما كان اخو ناصر الدولة لازال قائماً على ديار ربيعة في العراق ومركزها الموصل .
وبدلاً من توسيع نفوذه على غير حلب قرر سيف الدولة الاتجاه للاستقرار والعناية ببلاطه وعاصمته حلب ، فجعل منها مقصدا للأدباء والشعراء والعلماء الذين لازال لهم ذكر واسم حتى يومنا هذا وفي طليعتهم (أبو الفرج الأصفهاني) صاحب كتاب (الأغاني) الذي أهداه إلى سيف الدولة، فكافأه بألف دينار وقليل من الناس اليوم من لا يعرف هذا الكتاب ، وظهر أيضاً بعض الجغرافيين، مثل (ابن حوقل الموصلي) صاحب كتاب (المسالك والممالك) ، أما في مجال العلوم العربية، فقد ظهر عدد من علماء اللغة المعروفين، مثل (ابن خالويه)، و(أبو الفتوح بن جني)، و(أبو علي الحسين بن أحمد الفارسي) و(عبد الواحد بن علي الحلبي) المعروف بأبي الطيب اللغوي .
أما من الشعراء الناشئين في ظل الدولة الحمدانية فلا نعتقد إن أحدا اليوم لم يسمع بالشاعر ( أبي فراس الحمداني ) وهو ابن عم سيف الدولة وشاعر بلاطه وقد عينه سيف الدولة أميرا على بلدة ( منبج ) وله غزوات وغارات معروفة ، كذلك من شعرا تلك الفترة شاعر الحماسة المعروف أبو الطيب المتنبي الذي امتدح عددا من وقاعات سيف الدولة مع الروم .
غزوات سيف الدولة لبلاد الروم بلاد الروم في ذلك الوقت هي ما تعرف اليوم بـ ( تركيا ) أو ( آسيا الصغرى ) وكان سيف الدولة بعد أن ترك أخوه ناصر الدولة في ديار ربيعة وتولى حلب قد قام بتنفيذ عدة غزوات لبلاد الروم نجح خلالها في حماية الثغور العربية الشمالية ، وقد قام الروم بمحاولة انتقامية سنة 343هـ فهزمهم سيف الدولة هزيمة قاسية زادت من تألقه وشهرته عند المسلمين في تلك الفترة ، وقد اضطر حاكم الروم في تلك الفترة إلى الترهب ( الاعتكاف في الكنيسة ) فقال الشاعر المتنبي يمدح سيف الدولة في قصيدة مشهورة لازال تردد حتى يومنا هذا:
على قدر أهل العزم تأت العزائم=وتأتي على قدر الكرام المكارم
إلى أن قال :
تشرفت عدنان به لربيعة=وتفتخر الدنيا به لا العواصم
وتذكر المصادر التاريخية أن عدد غزوات سيف الدولة للروم بلغت أكثر من أربعين غزوة ، وازدادت قوة سيف الدولة واعتبرت إمارته حلب هي الدولة الحمدانية الربيعية وخاصة أن قبائل ربيعة التفت حوله وفيها قال ملحمته الشعرية والتي ذكر فيها عنزة وبكر وتغلب وعدد مفاخرهم القديمة ، وكان هذا عاملا لأن تنجد الصراعات بين قبائل ربيعة وأعدائهم التقليدين قبائل قيس عيلان وبطونهم ( نمير وعقيل وكعب وغيرهم )
صراعات ربيعة وقيس عيلان مجددا في العهد العباسي الثاني
تمكن سيف الدولة من توحيد قبائل ربيعة ، بكريها وتغلبيها وما ضمت من بطون قبل أن يعم عليها اسم عنزة الوالية الحالية بعد مرحلة طويلة من انهيار الدولة الحمدانية حيث انتقلت ربيعة باسم عنزة الوالية من ديارها في العراق للحجاز ونجد زمن المماليك .
ولكن الصراعات الربيعية القيسية في هذه المرحلة من تاريخ العرب كانت لصالح قبائل ربيعة وقائدها سيف الدولة ، فبعكس الصراع الذي اندلع في العهد الأموي حيث كانت قبائل ربيعة لازال منفصلة إلى قطبيها بكر وتغلب ، فضلا أن ظلال حرب البسوس كان قريبا من ذاكرة ذلك الجيل ألربعي .
لكن الوضع زمن الدولة الحمدانية اختلف جذريا ، فقبائل ربيعة الآن في ظل إمارتين قويتين واحدة في الموصل ( ناصر الدولة ) والأخرى في حلب ( سيف الدولة) ، وتدعم الأمارتين جنود كلهم من قبائل ربيعة الشديدة الشكيمة والتي واجهت قبائل قيس التي تريد التوسع لحساب القرامطة في تلك الفترة ومعهم قبائل طيء التي بدأ نجمها في الصعود تلك الفترة
وفي تلك الفترة صور كل من الشاعرين ( المتنبي ) و ( أبو فراس الحمداني ) بطولات سيف الدولة وقبيلته ( ربيعة ) ضد القيسيين ، وهذا سيف الدولة يصف تلاحم ربيعة وأقطابها على العزوة الوائلية والتي لازال عزوة قبائل عنزة اليوم :
لئن باعتدكم نية طال شحطها=فقد قربتنا نية وضمائر
ويجمعنا في وائل عشرية =ورد وأرحام هناك وشو اجر
ولا ريب أن سيف الدولة هنا يتكلم عن قبائل ربيعة بكاملها والملتحمة تحت العزوة الوائلية اليوم والتي تعرف بها قبائل عنزة المعاصرة ، التي هي نتاج هذه التداخل ألربعي ، خلافا لمن يقول بتشتت قبائل ربيعة وتعددها من مؤرخي هذا العصر ، فبنو وائل لازالوا يعرفون حتى اليوم بعد أن انتسبوا لعمهم عنزة بن أسد بن ربيعة ولازال يحفظون العزوة الوائلية حتى اليوم .
بلاد الروم في ذلك الوقت هي ما تعرف اليوم بـ ( تركيا ) أو ( آسيا الصغرى ) وكان سيف الدولة بعد أن ترك أخوه ناصر الدولة في ديار ربيعة وتولى حلب قد قام بتنفيذ عدة غزوات لبلاد الروم نجح خلالها في حماية الثغور العربية الشمالية ، وقد قام الروم بمحاولة انتقامية سنة 343هـ فهزمهم سيف الدولة هزيمة قاسية زادت من تألقه وشهرته عند المسلمين في تلك الفترة ، وقد اضطر حاكم الروم في تلك الفترة إلى الترهب ( الاعتكاف في الكنيسة ) فقال الشاعر المتنبي يمدح سيف الدولة في قصيدة مشهورة لازال تردد حتى يومنا هذا:
على قدر أهل العزم تأت العزائم=وتأتي على قدر الكرام المكارم
إلى أن قال :
تشرفت عدنان به لربيعة=وتفتخر الدنيا به لا العواصم
وتذكر المصادر التاريخية أن عدد غزوات سيف الدولة للروم بلغت أكثر من أربعين غزوة ، وازدادت قوة سيف الدولة واعتبرت إمارته حلب هي الدولة الحمدانية الربيعية وخاصة أن قبائل ربيعة التفت حوله وفيها قال ملحمته الشعرية والتي ذكر فيها عنزة وبكر وتغلب وعدد مفاخرهم القديمة ، وكان هذا عاملا لأن تنجد الصراعات بين قبائل ربيعة وأعدائهم التقليدين قبائل قيس عيلان وبطونهم ( نمير و عقيل وكعب وغيرهم )
صراعات ربيعة وقيس عيلان مجددا في العهد العباسي الثاني
تمكن سيف الدولة من توحيد قبائل ربيعة ، بكريها وتغلبيها وما ضمت من بطون قبل أن يعم عليها اسم عنزة الوائلية الحالية بعد مرحلة طويلة من انهيار الدولة الحمدانية حيث انتقلت ربيعة باسم عنزة الوائلية من ديارها في العراق للحجاز ونجد زمن المماليك .
ولكن الصراعات الربعية القيسية في هذه المرحلة من تاريخ العرب كانت لصالح قبائل ربيعة وقائدها سيف الدولة ، فبعكس الصراع الذي اندلع في العهد الأموي حيث كانت قبائل ربيعة لازال منفصلة إلى قطبيها بكر وتغلب ، فضلا أن ظلال حرب البسوس كان قريبا من ذاكرة ذلك الجيل ألربعي .
لكن الوضع زمن الدولة الحمدانية اختلف جذريا ، فقبائل ربيعة الآن في ظل إمارتين قويتين واحدة في الموصل ( ناصر الدولة ) والأخرى في حلب ( سيف الدولة) ، وتدعم الإمارتين جنود كلهم من قبائل ربيعة الشديدة الشكيمة والتي واجهت قبائل قيس التي تريد التوسع لحساب القرامطة في تلك الفترة ومعهم قبائل طيء التي بدأ نجمها في الصعود تلك الفترة
وفي تلك الفترة صور كل من الشاعرين ( المتنبي ) و ( أبو فراس الحمداني ) بطولات سيف الدولة وقبيلته ( ربيعة ) ضد القيسيين ، وهذا سيف الدولة يصف تلاحم ربيعة وأقطابها على العزوة الوائلية والتي لاتزال عزوة قبائل عنزة اليوم :
لئن باعتدكم نية طال شحطها=فقد قربتنا نية وضمائر
ويجمعنا في وائل عشرية =ورد وأرحام هناك وشواجر
ولا ريب أن سيف الدولة هنا يتكلم عن قبائل ربيعة بكاملها والملتحمة تحت العزوة الوائلية اليوم والتي تعرف بها قبائل عنزة المعاصرة ، التي هي نتاج هذه التداخل ألربعي ، خلافا لمن يقول بتشتت قبائل ربيعة وتعددها من مؤرخي هذا العصر ، فبنو وائل لازالوا يعرفون حتى اليوم بعد أن انتسبوا لعمهم عنزة بن أسد بن ربيعة ولازال يحفظون العزوة الوائلية حتى اليوم .
بعد انتصار سيف الدولة على الروم سنة 343هـ بدا بنو كلاب بإحداث الأحداث والشغب فغزاهم سيف الدولة بقبائل ربيعة وتمكن منهم وقال أبو الطيب المتنبي مشيرا إلى علاقة بني كلاب بالقرامطة :
ولو غير الأمير غزا كلاباً=ثناه عن شموسهم الضباب
إلى أن قال :
بنو قتلى أبيك بأرض نجدٍ=ومن ابقي وأبقته الحراب
اجتماع قبائل قيس ضد سيف الدولة وقبيلة ربيعة استطاع شيخ من بني عقيل بن عامر تجميع صفوف قبيلته قيس ضد سيف الدولة الحماني وقتلوا جمعا من ربيعة وانشغل عنهم سيف الدولة بالروم مما جعله يمادون في غيهم وتمردهم وذلك سنة 344هـ ، وبعد أن فرغ سيف الدولة من أمر الروم توجه إليهم وخاضت قبائل ربيعة مناخاً شرساً معهم على مدى شهرين انتهى باندحار قبائل قيس وانتصار قبائل ربيعة بقيادة سيف الدولة فقال أبو الطيب المتنبي يمدح سيف الدولة ويؤكد انفراد قبائل ربيعة بالنصر :
وملمومة سيفيه ربعيه=تصيح الحصى فيها صياح اللقالق
وقال احد شعراء شيبان ( واسمه عبد الله بن الورقاء الشيباني ) قال قصيدة طويلة يفاخر بقبيلة ربيعة وأيامها ضد مضر في الجاهلية ومهنئاً لأمير ربيعة سيف الدولة بنصره فعارضه سيف الدولة بقصيدة أكد أ قبائل ربيعة تفاخر أكثر بما صنع في زمن الدولة الحمدانية أكثر مما تفاخر بما قد مضى من مآثر :
أتسمو بما شادت أوائل (وائل)=وقد غمرت تلك الاورال الأواخر
أيشغلكم وصف القديم !ودونه=مفاخر فيها شاغل ومآثر
وهي طويلة جدا مثل قصيدة عمه سيف الدولة والتي تعتبر ملحمة ربعيه
ومما قاله أبي فراس يهجو بني كعب :
نفيتكم عن جانب الشام عنوة= بتدبير كهل في طعان غلام
وفتيان صدق من غطاريف وائل=خفاف اللحى شم الأنوف كرام
وسبق إن قلنا إن أبي فراس لم يكن شاعراً فحسب بل كان فارسا من فرسان ربيعة وله غارات مع قبائل قيس وتولى منصب أمير منبج من قبل سيف الدولة.
احتلال الروم لحلب وهروب سيف الدولة وأسر أبي فراس
بعد عدة عقود من الحرب بين بني حمدان والروم استطاع الروم تحقيق غزوة ناجحة على حلب سنة 350هـ تمكنوا فيها من احتلال البلد ، بعد أن خدعوا سيف الدولة الذي خرج من بلده لملاقاتهم فلم يجدهم إلا في حلب ذاتها فانهزم شرقا إلى ديار ربيعة حيث يحكم أخوه ناصر الدولة .
حقق الروم مكاسب جمة في تلك الغزوة واستعادوا معظم خسائرهم السابقة ، وابرز ما صنع الروم هو أسرهم للفارس والشاعر الكبير أبي فراس الحمداني حيث اقتادوه إلى القسطنطينية ولكنهم أكرموا أسره .
عودة سيف الدولة إلى حلب مرة أخرى سنة 351هـ
وبسبب أحداث داخلية اضطر الروم للانسحاب فجأة من حلب سنة 351هـ ، مما أتاح الفرصة لسيف الدولة أن يعود من ديار ربيعة إلى عاصمته حلب ويحكمها مرة أخرى ، ثم قرر سنة 354هـ أن يذهب إلى الروم ويعقد معهم اتفاقية تبادل الأسرى بين الجانبين وكان من أهم اسري الحمدانيين المطلق صارحهم بموجب هذه الاتفاقية هو الشاعر أبي فراس الحمداني ألذي قضى أربع سنوات أسيرا وصور تلك الفترة بشعره وله ديوان مطبوع .
وفاة سيف الدولة
وفي سنة 356هـ توفي سيف الدولة الحمداني تاركاً انجازات كثيرة لعل أبرزها توحيد قبائل ربيعة والتي تعتبر قبائل عنزة الوائلية الحالية امتدادها ولا ريب في ذلك فعنزة هو حفيد ربيعة المباشر ووائل هو عزوتها وكلا الاسمين يدلان على قبيلة واحدة تعتبر اليوم اكبر قبائل العرب .
حلب بعد وفاة سيف الدولة ( 356هـ -381هـ) تولى سعد الدولة ولقبه ( أبو المعالي) بعد أبيه سيف الدولة وكان صغيرا بالسن ومقيماً مع أمه في ديار ربيعة ، وتم إحضاره رغم صغر سنه ليستلم مكان أبيه بوصاية غلام سيف الدولة المدعو ( قرعوه ) بعد أن ترك أمه في ديار ربيعة ، وقرعويه كان طامعا بسعد الدولة ومستغلاً حداثة سنه ، وبلغ به الخبث أن يوهم سعد الدولة بخطورة الأمير الشاعر أبي فارس الحمداني مما جعله يشن حملة عليه وهو في حمص ويقتله لتنتهي أسطورة الأمير الشاعر أبي فراس في ربيع الأول سنة 357هـ .
وننتقل الآن للشق الثاني من إمارة الحمدانيين وهو الموصل وأميرها ناصر الدولة.
ناصر الدولة الحمداني وإمارة الموصل
وهو الأمير الحمداني الذي كان قائما على الموصل وديار ربيعة إلى جانب أخوه سيف الدولة القائم في حلب والذي تحدثنا عنه، غير أن سيف الدولة وشهرته قد غطت كثيرا على أخيه ناصر الدولة فاخترنا الحديث عن سيرة السيف الدولة ابتداءً ، ويحسن إن نذكر بعض إخبار ناصر الدولة قبل الدخول إلى مرحلة ما بعد وفاة سيف الدولة وحتى انقراض الدولة الحمدانية نهائياً سنة383هـ .
وناصر الدولة اكبر في سناً من سيف الدولة والعلاقات بين الاثنين كانت أكثر من ممتازة وكل في إمارته مستقل عن الآخر، فمثلا قام البويهيون الفرس بغزو الموصل سنة 347هـ لاستئصال ناصر الدولة فما كان من أخيه سيف الدولة الا أن دفع للبويهيين جزية عن أخيه مقابل تركه على حكمه، وقال الشاعر الدرامي عن الأميرين سيف الدولة وناصر الدولة وحكمهم لديار ربيعة:
بجبلي وائل وركني عزها=وعارضي أفق نداها المنهل
لكن أمور ناصر الدولة قد تغيرت بعد وفاة أخيه سيف الدولة سنة 356هـ ومرض هو الآخر حتى طمع ابنه الذي أسمه ( أبو تغلب ) في الحكم فزينت له نفسه أن يعتقل أبيه ناصر الدولة ويحبسه حتى مات سنة 358هـ ، وبموت الأميرين الكبيرين بدأت الأمور تتغير على بني حمدان وقبائل ربيعة بعد أن أصبح أبنائهما هم الحكام .. أبو تغلب في الموصل وسعد الدولة في حلب.
وابعد وفاة سيف الدولة وناصر الدولة
قلنا سابقاً أن بعد وفاة الزعيم سيف الدولة قام قرعويه غلامه بالوصاية على ابنه ( سعد الدولة ) وأقنعه قرعويه بالتخلص من الأمير أبي فراس الحمداني سنة 357هـ ، لكن قرعويه بعد أن تم له هذا اظهر بالفعل ما كان ينويه وهو التخلص من بني حمدان في حلب والاستيلاء على حكمهم مستغلا حداثة سن سعد الدولة الذي اضطر للخروج من عاصمة أبيه يجر أذيال الهزيمة ومتجها إلى أمه في ديار ربيعة التي شجعته على حشد الحشود من جديد لاستعادة ملك أبيه فكان ذلك في رمضان سنة 358هـ .
حاصر سعد الدولة غلام أبه قرعويه في حلب حتى جاءت الأخبار بقدوم الروم إليها فاضطر للانسحاب في ذي الحجة من سنة 358هـ ولكن بدلاً من أن ينسحب إلى ديار ربيعة عاد إلى بلدة قريبة من حلب تعرف بـ ( معرة النعمان ) في الوقت الذي قرر قرعويه إن يدفع الجزية للروم مقابل احتفاظه بحلب . أما ديار ربيعة التي بيد والدته فقد أخذها أبو تغلب بن ناصر الدولة أمير الموصل بعد أن هددها الروم بغزو ديار بكر وبالتالي ظهرت أول بوادر الشقاق بين سعد الدولة وابن عمه أبو تغلب حاكم الموصل .
عودة سعد الدولة إلى عاصمته حلب
بعد رحيل الروم الذي وجه غزواتهم إلى الشرق تدهورت أمور قرعويه الذي يحكم بلا شرعية ولا عصبية لقبيلة، مما مهد لسعد الدولة إن يستعيد مناطق مهمة مثل حمص فضلا عن معرة النعمان التي هي بيده أصلا ، فقرر قرعويه مصالحة سعد الدولة سنة 359هـ على إن تكون لقرعويه حلب فقط فكان ذلك ، لكن آمرو أهل حلب تغيرت واشتاقوا لأميرهم سعد الدولة فكاتبوه سنة 366هـ وطالبوه بالعودة إلى حلب وعاد إليها فعلا مستغلا الخلاف بين قرعويه وشخص اسمه ( بجكور ) كان طامعا في الحكم ، واستطاع بكجور إن يستولي على حمص ، وبعودة سعد الدولة إلى حلب قويت الدولة الحمدانية مرة أخرى في هذه المنطقة بينما بقيت الإمارة الحمدانية الأخرى ( الموصل ) قائمة بيد أبي تغلب .
كان العباسيون ذلك الوقت ورغم ضعفهم إلا أنهم مصدر مشروعية أي سلالة فرعية تحكم ، فكان من الضروري إن يحصل سعد الدولة على تأييد بغداد لإضفاء المشروعية على حكمه من قبل أمير المؤمنين ، فتم له ذلك ولقب حينئذٍ بـ ( أبي المعالي (
تدخلات الدولة الفاطمية ونهاية الدولة الحمدانية
الدولة الفاطمية كانت تتطلع للتوسع من مصر إلى الشام وكانت على اتصال مع الطامعين في الحكم في كل من العراق والشام ، وكان أول اتصال للفاطميين مع بكجور الذي كان أميرا بحمص وتم إمداده من قبل الفاطميين بجيوش من قبائل المغرب العربي الشديدة ومن ثم تولى بكجور حكم دمش لصالح الفاطميين ، وتسبب علاقة بكجور بالدولة الفاطمية في حدوث انشقاق بينه وبين سعد الدولة سنة 372هـ .
بقي بكجور واليا للفاطميين ويدعو لهم على منابر دمشق حتى طردوه إلى الرقة في الجزيرة ، لكنه عاد ودعا لهم في الرقة وأغراهم بتطويق حلب بمساعدته سنة 381هـ ، لكن بجكور هزم أمام سعد الدولة وضربت عنقه وانتهى أمره وفشلت أول محاولات الدولة الفاطمية للقضاء على بني حمدان رغم الدعم الرهيب التي حظيت به تلك الحملة من قبل عزيز مصر الفاطمي ، وهدد الفاطميين أمير حلب فقرر غزوهم بعد رسالة استفزازية من عزيز مصر ولكنه لم ليبث إلا أن عاجلته منيته فير مضان من سنة 382هـ وتولى بعده أبنه ابو الفضائل آخر حكام الدولة الحمدانية في حلب
الخاتمة:
غزو الفاطميين لحلب ونهاية الدولة الحمدانية
استغل الفاطميين وفاة سعد الدولة وقاموا بغزو حلب عدة غزوات لم تنجح بشكل قاطع في ما ظهر الأمر الذي يؤكد توقيع صلح بين نزار الفاطمي وأبي الفضائل سنة 385هـ ، لكن الدولة الحمدانية أصبحت بيد الفاطميين حتى تنحية أبي الفضائل سنة 404هـ لتنقطع أخبار تلك الدولة الربيعية في حلب ، أما أبو تغلب فاستمر حاكما على الموصل حتى استولى البويهيين على ديار ربيعة وقاعدتها الموصل وبهذا انتهت الأسرة الحمدانية بينما استمرت قبائل ربيعة في ديارها حتى انتقلت من ديار ربيعة إلى خيبر تحت مسمى قبائل عنزة الوائلية الحالية لتبدأ مرحلة تاريخية أخرى هي التي نعيشها اليوم.
اهم المراجع :
1- تاريخ الرسل والملوك للطبري
2- تاريخ ابن الاثير3- زبده الطلب في تاريخ حلب لابن العديم
4- الأعراق الخطيرة في ذكر أمراء الشام و الجزيرة لابن شداد
5- مقال بعنوان ( حلب زمن سيف الدولة ) للمحامي علاء السيد وهو على الرابط :
رابطة أدباء الشام
6- فنون الأدب للنوير من أدباء العصر المملوكي
7- تاريخ ابن خلدون لابن خلدون الحضرمي
8- ديوان أبي فراس الحمداني
9- كتاب تاريخ الدولة الفاطمية للدكتور محمد جمال الدين سرور
م/ن