تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وقفة مع الذات للصف الثاني عشر

وقفة مع الذات للصف الثاني عشر

ان الحمد الله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا فمن يهديه الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و اشهد ان محمد عبده و رسوله صلي الله عليه و علي اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا .
ان اول طريق للنجاح في الحياة هو نجاحكم في ادارة ذواتكم و التعامل مع انفسكم بفاعلية و ان الفشل في النفس يؤدي الي الفشل في الحياة عموما لذلك .. موضوعنا كما قراتم بعنوان : وقفة مع الذات

مضي عام و اتي عام جديد رحل عنا عام و رحلت معه ايام و لحظات و لن ترجع هذه الايام و لا اللحظات رحلت و حملت معها كل فعل فعلناه و كل خير قدمناه و كل شر ارتكبناه و النتيجة النهائية لهذا العام ماثلة امامنا الأن و الكل منكم يعرف نتيجته كلنا معرض للخطأ لكننا لدينا الحرية كي نصحح أخطائنا قد نجرح الاخريين لكننا قادرين على ان نعتذر لهم و نتعامل مع غضبهم قد يجرحون الاخرون لكننا نشعر بدرجة من القوة الداخلية كفيلة بأن تجعلنا قادرين على الحب مرة اخري

لنفعل ما نراه مناسب من اليوم لنبدئ حياتنا من جديد لنعبر عن ذواتنا لنعثر علي حياتنا و نعشها بطريقتنا ( ان الله لا يغير بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم ) و التغيير قد يكون ايجابيا للافضل

اخي القارئ / اختي القارئة

اذا كان عليكم ان تنطلقوا فانطلقوا من هنا لا تقفوا كثيرا امام ماضيكم لانه سيحيل حاضركم جحيما و مستقبلكم حطاما يكفيكم منه وقفة اعتبار تعطيكم دفعة جديدة في طريق الحق و الصواب كثيرا منكم سلبت منه معاني السعادة احيانا و هنا ادعوا الي وقفة ثبات
( ان في النفس لدرر اذا استطاعم ان تكتشفوها و تصقلوها لتغيرت حياتكم نحو الافضل الشئ الكثير )

اذا لم تستطعوا ان تنظروا امامكم لان مستقبلكم مظلم و لم تستطعوا ان تنظروا خلفكم لان ماضيكم مؤلم فأنظرو الي الاعلي تجدون ربكم تجاهكم ابتسموا فان هناك من يحبكم يعتني بكم ينصركم يسمعكم و يراكم انه ( الله ) ما اخذ منكم الا ليعطيكم و ما ابكاكم الا ليضحككم و ما حرمكم الا ليتفضل عليكم و ما ابتلاكم الا لانه يحبكم

يؤثر تقديركم لذواتكم في اسلوب حياتكم و طريقة تفكيركم و في عملكم و في مشاعركم نحو الأخريين و في نجاحكم و انجاز اهدافكم في الحياة فمع احترامكم و تقديركم لذواتكم تزداد الفاعلية و الانتاجية فلا تجعل اخفاقات الماضي تؤثر عليكم فتقودكم الي الوراء او تقيدكم عن السير قدما لذالك فنحن ندعوكم في هذه السنة لنسيان عثرات الماضي و لنجعل ماضينا سراج يمدنا بالتجارب و الخبرة في كيفية التعامل مع القضايا و الاحداث اذا يعتمد مستوي تقديرك لذاتك علي تجاربك الفردية

و من المهم ان نعرف اننا نستطيع ان نختار الطريق الذي نشعر معه بالثقة و نستطيع من خلاله ان نعبر عن ذاتنا لكي ننجح في حياتنا
لكل من يريد ان يحسن صورته الذاتية ان يكون مدرك لوضعه الحالي و علاقته بنفسه و رؤيته لنفسه فأجعلو لكم عادة و هي الملاحظة المنتظمة مع انفسكم و انظروا دائما كيف تنظرون اليها من وقت لاخر

كونوا انتم و لا تكونوا غيركم فليس هناك شخصين متشابهين في كل شئ ارفعوا رؤسكم و افتخروا بذواتكم فليس هناك احد لديه كل ما لديكم من صفات و معاني عيشوا حياتكم باحترام و تقدير فانتم تملكون شخصية فريدة انظروا الي انفسكم بصورة ايجابية تأملوا لصفات الايجابية التي تمتلكوها فعندما يكون هذا السلوك دائما في حياتكم تكونون ذو شخصية مميزة كونوا شجاعين مع انفسكم فليس هناك احد مسؤل عن خطئكم و اخفقاتكم فلا تلومون لاخريين بانهم لا يحملونكم المسؤلية فالمسؤلية تأخذ و لا تطلب لذلك : ( فان النظرة الذاتية هي مفتاح شخصية الانسان و سلوكه فاذا قمتم بتغير النظرة الذاتية فانكم ستغيرون الشخصية و السلوك )

فانتم قادرين علي النجاح اذا فكرتكم في النجاح النجاح يكمن في الارادة و الاعتقاد بامكانية تحقيق النجاح فالنجاح بمعني تحقيق عدة اشياء ايجابية تسعدنا و تشعرنا بالارتياح و الاطمئنان

دعوا لانفسكم الحرية في الاختبار و الحركة و النمو و النجاح
حلقوا في خيالكم و لنمضي من خلال خيالنا نحو عزيمة تملكنا
لا بد لنا من اليوم بل اقصد من الان ان نتخذ خطوة جادة من خلالها نكتشف ذواتنا

اخواني الكرام / اخواتي الكريمات

النجاح الذي نحصل عليه ينطلق من خلال فكرة نصنعها نحن و نمضي نحن في تحقيقها

كلام رائع كلام جميل اعرف ما يدور في اذهانكم . اين الفرصة ؟ اين الظروف المواتية ؟ انتي تتكلمين عن ظروف مهيأة وقفة مع الذات نحن امامنا الكثير من العقابات لا نستطيع امامنا الكثير من الحواجز و انتي تتحدثين عن وقفة بها فكرة و طموح و عزيمة و اهداف حديثنا اولا عن المشاكل التي تحيط بنا
أليس كذالك اليس هذا ما تقولونه في انفسكم ؟ ربما تدور هذه العبارات في اذهان البعض منكم عند قرئته هذا المقال
و سؤال يطرح نفسه

اليس حديثي هو المشكلة الاساسية في هذا الزمن ؟

اذا كنتم مهملين لذواتكم فكيف لي ان احدثكم عن مشاكل اخري
لماذا لا نسعي للعمل و تحقيق ذواتنا و نري باعيننا الطموح و الهدف الذي نسعي اليه

انتم تمتلكون ميزات رائعة في انفسكم

تمتلكون ارادة تمتلكون عزيمة تستطعون استخدامهم في عمل الكثير تستطعون ان تكونون اكثر من عاديين في خدماتكم فلذالك اذا نظرنا الي النقطة المظلمة فلن نشاهد المساحة البيضاء من حولنا و اذا نضرنا الي نقطة الضعف فلن ننظر الي مزايانا التي نجدها و نحصل عليها من بمجرد ان نراها

كلكم تريدون الان ان تتعرفوا علي مميزاتكم تريدون ان تعرفون الاشياء التي يمكن من خلالها ان تحققوا نجاحاتكم و لكن الاهم من ان نعرف مميزاتنا هو ان نفكر كيف يمكننا ان نحولها الي نجاح لنثبت به ذاتنا و ان نحولها الي خطوات نصل بها الي ما نريد

قولوا افكاركم بعد عملها في اذهانكم تحدثوا بها ثم اكتبوها ثم خططوا لتنفيذها ثم انطلقوا بعزيمة ستحققون ذواتكم ستصلون الي ما تريدون و ستكونون كما تريدون و ذالك ما تريدون و ذلك ما اريد

اسال الله سبحانه و تعالي ان يجعلنا كم نطمح و كما نأمل و كما نريد ان نكون

و في الاخير اريد ان اقول :

الحياة تجربة وصناعة الذات فكرة تخلق الامل لا بد ان يحذوه العمل و بذلك نستطيع ان نكون و نستطيع ان نحقق ذواتنا .. وصلي الله و سلم علي نبينا محمد .. لا تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب .

الاصدار / جريدة البشائر

بقلم / الاستاذة شيماء الدويري

•كاتبة تونسية واختصاصية فى علم النفس

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.