المبتدأ والخبر
الابتداء بالنكرة – أنواع الخبر – تقديم المبتدأ والخبر – حذف أحدهما – تطابقهما تتكون الجملة الاسمية من ركنين: المبتدأ وهو الاسم المتحدث عنه (أَو المسند إليه الخبر)، والخبر ((أَو المسند)) وهو ما نخبر به عن المبتدأ مثل (خالد مسافر).
أَ- المبتدأ:
فالأَصل فيه أَن يكون معرفةً مرفوعاً: 1- ولا يقع نكرة إِذ لا معنى لأَن تتحدث عن مجهول مثل: (رجلٌ عالمٌ)، لكن النكرة إِذا أَفادت جاز الابتداءُ بها، كأَن تقول عن رجل معروف عند السامع: (رجلٌ عندك عالم)، وكأَن تقول: (عندي مال). والمعوّل في إفادة النكرة على الملكة والسليقة إلا أن النحاة حاولوا حصر الأحوال التي تكون فيها النكرة مفيدة. وجاوز بها بعضهم الثلاثين حالاً، ولا بأس في إيراد كثير من الأحوال لما يكون في عرضها من المرانة والاطلاع، فقد أجازوا الابتداء بالنكرة: 1- إذا أضيفت مثل (نائب أمير قادم) إذ بهذه الإضافة تقربت من المعرفة وأفادت. 2- إذا وصفت لفظاً مثل: (حادثٌ هامّ وقع) أو تقديراً مثل: (أمرٌ أتى بك – شويعر ينشد)، فالتقدير: أمر عظيم أتى بك، شاعر صغير ينشد. 3- إذا تقدمها الخبر الظرف أو الجار والمجرور: عندي ضيف، ولك هدية. 4- إذا دلّت على عموم وذلك في سياق النفي أو الاستفهام مثل: ما أحد سافر، هل أحد في القاعة؟ 5- بعد ((لولا)) أو ((إذا)) الفجائية: لولا بردٌ لحضرت – خرجت فإذا شرطي واقف. 6- إذا كانت من الألفاظ المبهمة كأسماء الشرط والاستفهام و((ما)) التعجبية)) و((كم)) الخبرية، مثل: من عندك؟ – ما تفعلْ تجد عاقبته – ما أكرمك! – كم عبرةٍ في التاريخ! 7- إذا كانت عاملة فيما بعدها، مثل: إكرامٌ فقيراً حسنة، أمرٌ بمعروف صدقة. 8- إذا دلت على دعاء: رحمةٌ لك، ويلٌ للظالمين. 9- إذا قامت مقام الموصوف أو أريد بها الجنس لا فردٌ منه فقط مثل: محسنٌ أفضل من بخيل… رجلٌ أقوى من امرأة. 10- إذا دلت على تفصيل مثل: صبراً فيومٌ لك ويومٌ عليك. 11- إذا وقعت صدر جملة حالية: دخلت السوق ودينارٌ بيدي. 12- … إلخ. ويغني عن ذلك كله التمرس بالكلام العربي، فكل موضع تفيد فيه النكرة يصح الابتداء بها، وهذا قانون لا يختلف وإنما حصروا هذه الأحوال لمن لا يثق بملكته. 2- والمبتدأً مرفوع دائماً، وقد يجر بحرف جر زائد اطراداً: 1- بـ((مِنْ)) إذا كان نكرة مسبوقة بنفي أَو استفهام: ما عندي من كتابٍ، هل في الدار من أَحد؟ 2- بالباءِ، إذا كان كلمة حسْبُ: بحسبك لُقَيمات. 3- بـ((رب)): إِذا كان نكرة لفظاً أَو معنى: رُبَّ متهمٍ بريءٌ، ربّ من تحبُّ يضرك.
ب- الخبر:
فالأَصل فيه أَن يكون وصفاً مشتقاً مثل: (خالد مسافر)، ويقع جامداً إِن تضمن معنى الصفة مثل: (خالد أَسد، لقاؤُه حنظل)، فأَسد بمعنى (شجاع) وحنظل بمعنى (مُرّ). ويجوز أن يأْتي للمبتدأ الواحد أَكثر من خبر مثل: أَنت كاتب شاعر خطيب مناضل. وهو مرفوع دائماً، وقد يجر بالباءِ الزائدة بعد نفي مثل: ما خالد بمسافرٍ، وكما يقع اسماً يقع: 1- جملة فعلية مثل: خالد ذهب. 2- وجملة اسمية مثل: أَخوك تجارتُه رابحة. 3- وشبه جملة ظرفاً مثل: والدك عند الرئيس، وجاراً ومجروراً مثل: أَنت بخير. ولابدَّ للجملة الخبرية من رابط يربطها بالمبتدأ، إما: ضمير ظاهر أَو مستتر كالمثالين الأولين، وإما ضمير مقدر: (اللبنُ الرطلُ بمئة قرش) إذ التقدير (الرطل منه بمئة قرش)، أو إشارة إلى المبتدأ مثل: {وَلِباسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}. أَو إعادة لفظة مثل: المروءَة ما المروءَة؟ أَو كلمة أَعم من المبتدأ يدخل فيها: الوفاءُ نعم الخلق.
جـ- تقديم المبتدأ والخبر:
للمبتدأ في الأَصل التقدم مثل (أنا ناجح، أَبوك في الدار) ويجوز تقدم الخبر فتقول: (ناجح أَنا، في الدار أبوك). ولكن منهما مواضع يجب تقديمه فيها على صاحبه. يتقدم المبتدأ وجوباً في أربعة مواضع: 1- إِذا كان من أَسماء الصدارة ((وهي أَسماءُ الشرط وما حمل عليها وأسماءُ الاستفهام و((ما)) التعجبية، و((كم)) الخبرية ومصحوب لام الابتداءِ مثل: من عندك؟ رأَي من أَعجبك؟ ما تفعلْه تكافأْ عليه، الذي يفرُّ فعقابه شديد، ما أَنبَلَكَ!، كم عظةٍ مرت بك! لأَنت أَصدق عندي. 2- إذا التبس بالخبر: صديقي أَخوك – إذا كان هذا أَفضلَ منك فأَفضل منك أفضل مني. (إذا أردت الإخبار عن صديقي بدأت به الكلام، وإن أردت الإِخبار عن أَخيك بدأْت به). 3- إذا كان بتأْخيره يلتبس بالفاعل: مثل: سليمٌ سافر. 4- إذا قُصر على الخبر بـ((إلا)) أو ما في معناها: ما أَنت إلا كاتب، إنما أَنا شاعر. ويتقدم الخبر وجوباً في أَربعة مواضع أيضاً: 1- إذا كان من أَسماءِ الصدارة مثل:متى السفر؟ كم دنانيرك؟ تابع من أنت؟ كيف الحال؟ أين مدرستك؟ 2- إذا التبس بالصفة مثل: (عندي مال – ألك حاجة؟). فإذا أخرت الظرف لم يعرف السامع أَأَنت تصف المبتدأ بها وإِذاً فلينتظر الخبر، أَم أنت تخبر بها؟ فمنعاً للالتباس وجب تقديم الخبر على الظرف أو الجار والمجرور. 3- إذا كان في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر، فتقدم الخبر حتى لا يعود الضمير على متأَخر لفظاً ورتبة مثل: على الخيول فرسانُها. 4- إذا قُصر الخبر على المبتدأ بـ((إلا)) أَو ما في معناها مثل: ما كاتبٌ إلا أَنت – إِنما شاعر أَنا. |