كنت في الموت والحياة كبيرا هكذا المجد أولا وأخيرا
ظلت في الخلق راجح الخلق حتى نلت فيهم ذاك المقام الخطيرا
فوق هام الرجال هامتك الشماء تزهو على وتزهر نورا
عبرة الدهر أن ترى بعد ذاك السجاه في حد كل حي مصيرا
ما حسبنا الزمان إن طال ما طال مزيلا ذاك الشباب النضيرا
إن يوما فيه بكينا حبيبا ليس بدعا أن كان يوما مطيرا
يا أخا النبل والنهى والمعالي
يا أخا النبل والنهى والمعالي
زادك الله نعمة وعلاء
وأدام الأعياد في بيتك العامر
بالبر والندى ما شاء
إن يوما فيه فتاتك أمست
وهي البدر بهجة وبهاء
تمه تمها وغر لياليه
سنوها تتابعت غراء
عدها أربع وعشر وعمر الحور هذا يخلدن فيه صفاء
لهو اليوم أوجب السعد فيه
أن تعم المسرة الأصدقاء
فالتقى الأصفياء فيه وما
مثلك ممن يستكثر الأصفياء
يشربون الصهباء فوارة
ثوارة بوركت لهم صهباء
يأكلون النقول قضما وكدما
وسليقا معللا وشواء
يغنمون الحديث أشهى من الشهد
وأذكى من السلاف احتساء
يجدون الأزهار باهرة الأبصار
نبتا وأوجها حسناء
شهدوا للذكاء والطهر عيدا
رأوا النبل عفة وذكاء
نظروا في فريدة مجتلى علو
إذا الروح في التراب تراءى
صدقت ما عنى اسمها وقليل
في القوافي من صدق الأسماء
ذاك الهوى أضحى لقلبي مالكا
ذاك الهوى أضحى لقلبي مالكا
ولكل جانحة بجسمي مالئا
فبمهجتي ثوران بركان جوى
وبظاهري شخص تراه هادئا
الغيث جدا في نهاية أمره
ما خلته إحدى المهازل بادئا
طرأت علي صروفه من لحظة
في حين أحسبني أمنت لطارئا
ولقد أراه مستزيدا شقوتي
لو كان لي بدل المحبة شانئا
إني لأسأل بارئي ولعلها
أولى ضراعاتي أرجي البارئا
أمنيتي قربي لشمسي ساعة
فأبيد محترقا ولكن هانئا
علا مفرقي بعد الشباب مشيب
علا مفرقي بعد الشباب مشيب
ففودي ضحوك والفؤاد كئيب
إذا ما مشى هذا الشرار بلمة
فما هي إلا فحمة ستذوب
أراعك إصباح يطارد ظلمة
بها كان أنس ما تشاء وطيب
فما بال ضوء في دجى الرأس مؤذن
بأن زمانا مر ليس يؤوب
غنمنا به أمن الحياة ويمنها
كليل به يلقى الحبيب حبيب
شباب تقضى بين لهو ونعمة
إذ الدهر مصغ والسرور مجيب
وإذ لا تعد المعصيات على الفتى
خطايا ولا تحصى عليه ذنوب
وإذ كل صعب لا يرام مذلل
وكل مضيق لا يجاز رحيب
وإذ كل أرض روضة عبقرية
وكل جديب في الديار خصيب