شحالكم
علومكم
حبيت أحط لكم تقرير العربي وهو عن محمود درويش
تفضلوا
المقدمه:
لم يكن محمود درويش يعبث لحظة واحدة بأدوات رسالته لفرط حساسية هذه الأدوات. فأداة الشاعر الفلسطيني واحدة بطبيعته الاستثنائية، هذه الأداة هي الوطن المفقود الذي يصبح في الغياب فردوسا مفقودا"، هكذا صدر الحكم قدرياعلى محمود درويش الشاعر أن يولد فلسطينيا ليصبح لسانا لهذه الأرض التي أُفقدت عن عمد الكثير من ألسنتها.
والمتتبع لحياة محمود درويش يجدها قد مثّلت بصورة نموذجية أبعاد قضية شعبه على مدار ستين عاما هي مدتها، وعبر توصيفات صدقت في كل وقت على كل أفراد هذا الشعب.
مولده:
محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-). (1)
تعليمه:
اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة). (1)
جوائزه:
• جائزة لوتس عام 1969.
• جائزة البحر المتوسط عام 1980.
• درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
• لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
• جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
• جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.(3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) د. محمد فكري الجزار – الخطاب الشعري عند محمود درويش – دراسة جامعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2)محمود درويش المختلف الحقيقي – دراسات وشهادات. (شهادات كل من: د. إدوارد سعيد، يحيى خلف، زياد عبد الفتاح)
نفيه:
وهنا بدأ محمود درويش الشاعر الشاب مرحلة جديدة في حياته بعد أن سُجن في معتقلات الصهيونية ثلاث مرات: 1961 – 1965 – 1967.
ففي مطلع السبعينيات وصل محمود درويش إلى بيروت مسبوقا بشهرته كشاعر، وعبر أعوام طويله
من التنقل كان شعره صوتا قويا يخترق أصوات انفجارات الحرب الأهلية في لبنان.
وفي عام 1977 وصلت شهرته إلى أوجها، حيث وُزع من كتبه أكثر من مليون نسخة في الوقت الذي امتلكت فيه قصائده مساحة قوية من التأثير على كل الأوساط، حتى إن إحدى قصائده (عابرون في كلام عابر) قد أثارت نقاشا حادا داخل الكنيست الإسرائيلي.
هذا التأثير الكبير أهَّله بجدارة لأن يكون عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من عدم انتمائه لأية جماعة أو حزب سياسي منذ مطلع السبعينيات، وقد تطورت علاقته بمنظمة التحرير حتى اختاره "عرفات" مستشارا له فيما بعد ولفترة طويلة، وقد كان وجوده عاملا مهما في توحيد صفوف المقاومة حينما كان يشتد الاختلاف، وما أكثر ما كان يشتد!.
يذكر "زياد عبد الفتاح" أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واقعة تؤكد هذا المعنى فيقول: "قرأ محمود درويش على المجلس الوطني الفلسطيني بكامل أعضائه ومراقبيه ومرافقيه وضيوفه وحرسه قصيدة: "مديح الظل العالي " فأثملهم وشغلهم عن النطاح السياسي الذي شب بينهم في تلك الجلسة.
وهذا ما جعل ياسر عرفات يحاول إقناع محمود درويش بُعيد إعلان قيام الدولة الفلسطينية في المنفى بتولي وزارة الثقافة الفلسطينية، ولكن الرد كان بالرفض، معللا هذا الرفض بأن أمله الوحيد هو العودة إلى الوطن ثم التفرغ لكتابة الشعر.
وقد عاش محمود درويش كثيرا من مآسي هذه المقاومة، وشاهد بنفسه كثيرين من أصدقائه ورفقاء كفاحه وهم يسقطون بأيدي القتلة الصهاينة، وكانت أكثر حوادث السقوط تأثيرا في نفسه حادث اغتيال "ماجد أبو شرار" في روما عام 1981، حين كانا يشاركان في مؤتمر عالمي لدعم الكتاب والصحفيين الفلسطينيين نظَّمه اتحاد الصحفيين العرب بالتعاون مع إحدى الجهات الثقافية الإيطالية.. وضع الموساد المتفجرات تحت سرير ماجد أبو شرار.. وبعد موته كتب محمود درويش في إحدى قصائده: "أصدقائي.. لا تموتوا".
كان محمود درويش مقيما في بيروت منذ مطلع السبعينيات، وعلى الرغم من تجواله المستمر إلا أنه قد اعتبرها محطة ارتكازه، كما كانت حياته في بيروت زاخرة بالنشاط الأدبي والثقافي، فقد أصدر منها في أواخر السبعينيات مجلة الكرمل التي رأس تحريرها والتي اعتبرت صوت اتحاد الكتاب الفلسطينيين.(4)
محمود درويش والقصف:
أثناء قصف بيروت الوحشي، كان محمود درويش يعيش حياته الطبيعية، يخرج ويتنقل بين الناس تحت القصف، لم يكن يقاتل بنفسه، فهو لم يعرف يوما كيف يطلق رصاصة، لكن وجوده – وهو الشاعر المعروف – بين المقاتلين كان يرفع من معنوياتهم، وقد أثر قصف بيروت في درويش تأثيرا كبيرا على مستويات عديدة.
فعلى المستوى النفسي كانت المرة الأولى التي يحس فيها بالحنق الشديد، على الرغم من إحباطاته السابقة، وعلى المستوى الشعري أسهم هذا القصف في تخليه عن بعض غموض شعره لينزل إلى مستوى أي قارئ، فأنتج قصيدته الطويلة الرائعة "مديح الظل العالي"، معتبرا إياها قصيدة تسجيلية ترسم الواقع الأليم، وتدين العالم العربي، بل الإنسانية كلها.
وأسفر القصف عن خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، بينما فضّل محمود درويش البقاء في بيروت، معولا على عدم أهميته بالنسبة للصهاينة، لكنه وبعد عشرين يوما من بقائه علم أنه مطلوب للتصفية، فاستطاع أن يتسلل هاربا من بيروت إلى باريس ليعود مرة أخرى إلى حقيبته وطنا متنقلا ومنفى إجباريا. وبين القاهرة وتونس وباريس عاش محمود درويش حبيس العالم المفتوح معزولا عن جنته الموعودة.. فلسطين.
لقد كان الأمل في العودة هو ما يدفعه دائما للمقاومة، والنضال والدفع إلى النضال.
كان محمود درويش دائما يحلُم بالعودة إلى أرضه يشرب منها تاريخها، وينشر رحيق شعره على العالم بعد أن تختفي رائحة البارود، لكنه حلم لم يتحقق حتى الآن!.(4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4) ملف خاص عن محمود درويش – مجلة القاهرة – الهيئة المصرية العام للكتاب – العدد 151 يونيه (1995) بعنوان: محمود درويش عصفور الجنة أم طائر النار؟.
علاقته باتفاقات التسوية:
في عام 1993 وأثناء تواجده في تونس مع المجلس الوطني الفلسطيني، أُتيح لمحمود درويش أن يقرأ اتفاق أوسلو، واختلف مع ياسر عرفات لأول مرة حول هذا الاتفاق، فكان رفضه مدويا، وعندما تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى قدم استقالته من المجلس الوطني الفلسطيني، وشرح بعد ذلك أسباب استقالته قائلا: "إن هذا الاتفاق ليس عادلا؛ لأنه لا يوفر الحد الأدنى من إحساس الفلسطيني بامتلاك هويته الفلسطينية، ولا جغرافية هذه الهوية إنما يجعل الشعب الفلسطيني مطروحا أمام مرحلة تجريب انتقالي.. وقد أسفر الواقع والتجريب بعد ثلاث سنوات عن شيء أكثر مأساوية وأكثر سخرية، وهو أن نص أوسلو أفضل من الواقع الذي أنتجه هذا النص".
وعاد درويش في يونيو 1994 إلى فلسطين، واختار الإقامة في رام الله، وعانى مذلة الوجود في أرض تنتمي له، ويحكمها -ولا يحكمه- فيها شرطي إسرائيلي.. واستمر يقول الشعر تحت حصار الدبابات الإسرائيلية، إلى أن تم اجتياحها أخيرا، ولم يسلم هو شخصيا من هذا الاجتياح، حيث داهمت الشرطة الإسرائيلية منزله، وعبثت بأسلحته: أوراقه وأقلامه.(2)
مؤلفاته:
• عصافير بلا اجنحة (شعر).
• اوراق الزيتون (شعر).
• عاشق من فلسطين (شعر).
• آخر الليل (شعر).
• مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
• يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
• يوميات جرح فلسطيني (شعر).
• حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
• محاولة رقم 7 (شعر).
• احبك أو لا احبك (شعر).
• مديح الظل العالي (شعر).
• هي اغنية … هي اغنية (شعر).
• لا تعتذر عما فعلت (شعر).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) محمود درويش المختلف الحقيقي – دراسات وشهادات.
(شهادات كل من: د. إدوارد سعيد، يحيى خلف، زياد عبد الفتاح)
• عرائس
• العصافير تموت في الجليل.
• تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
• حصار لمدائح البحر (شعر).
• شيء عن الوطن (شعر).
• وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).(5)
وفاته:
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2024بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح في المركز الطبي في هيوستن، التي دخل بعدها في غيبوبه أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش.
و أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد 3 أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزنا على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفا درويش "عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء".(6)
ــــــــــــــــــــــــــــ
(5) لقاء لمحمود درويش مع الجمهور الفرنسي على مسرح (بارك دولافيليت) باريس بتاريخ 5 مايو 1997.
ـــــــــــــــــــــــــــ
6 – برنامج إذاعي خاص عن محمود درويش بعنوان (وطني حقيبة) إخراج: عصام العراقي – البرنامج الثقافي – القاهرة
الخاتمة:
لقد رحل الشاعر ابن الستين ربيعا وهو متفجرا مدفون تحت رمال من دخان البارود الإسرائيلي تاركا حوائط منزل صغير مهدد في كل وقت بالقصف أو الهدم، وبجسد مهدد في كل وقت بالتحول إلى غربال حتى وإن كان مدفون في الأرض ورغم ذلك فإن قلمه لازال يكتب ويكتب بحبر المقاومه.
إن شاء الله يعجبكم
ادعولي الله ينجحني>>> ثانويه عامه تراني
المراجع:
1 – د. محمد فكري الجزار – الخطاب الشعري عند محمود درويش – دراسة جامعية.
2 – محمود درويش المختلف الحقيقي – دراسات وشهادات.
(شهادات كل من: د. إدوارد سعيد، يحيى خلف، زياد عبد الفتاح)
3 – لقاء صحفي مع محمود درويش – مجلة الهلال – القاهرة – مايو 1971.
4 – ملف خاص عن محمود درويش – مجلة القاهرة – الهيئة المصرية العام للكتاب – العدد 151 يونيه (1995) بعنوان: محمود درويش عصفور الجنة أم طائر النار؟.
5 – لقاء لمحمود درويش مع الجمهور الفرنسي على مسرح (بارك دولافيليت) باريس بتاريخ 5 مايو 1997.
6 – برنامج إذاعي خاص عن محمود درويش بعنوان (وطني حقيبة) إخراج: عصام العراقي – البرنامج الثقافي – القاهرة.