نبدأ هنا بالتعريف بماهية الفوبيا الاجتماعية أو مرض الرهاب الاجتماعي، فإذا كنت تعانين من هذا المرض فانك تخشين أن تحرجي نفسك أمام الأشخاص الآخرين، كذلك قد يكون خوفك كبيرا لدرجة قد تعيقك عن القيام بواجباتك اليومية العادية.
قد تواجهين صعوبة في الحديث مع زملائك بالعمل أو في أي نطاق اجتماعي آخر. ويصبح خوفك من أن تصابي بحمرة الخجل أو حتى الارتعاش إذا ما تحدثت أمام أشخاص آخرين حتى تصابين بالخوف عندما تشعرين أن الناس تراقبك وانهم بانتظارك لترتكبي أي خطأ.
الفوبيا الاجتماعية هي عبارة عن مرض حقيقي يمكن علاجها بالدواء والجلسات وإذا تركت بغير علاج فإنها قد تدوم لسنوات أو قد تستمر طوال الحياة.
ماذا بإمكانك أن تفعلي لعلاج نفسك؟
قومي بمراجعة طبيب متخصص وكلميه عن مخاوفك، اخبريه كيف يعيقك هذا الخجل عن القيام بعملك على اكمل وجه. اسأليه عن إمكانيات المعالجة حيث أن الطبيب المدرب لعلاج مثل هذه الحالات يمكنه مساعدتك على التغلب على هذا المرض المزعج.
يقوم الطبيب بإعطاء بعض الأدوية التي من شأنها أن تخفف شعورك بالقلق والخوف ومن بعدها عليك إعطاء جسمك فرصة ليتأقلم مع الدواء ويأخذ مفعولة بعد ذلك يبدأ الطبيب بمناقشتك حول مدى التحسن وكيفية الاستمرار في العلاج النفسي للوصول إلى الشفاء النهائي.
إذا لم تكوني مرتاحة للعلاج الموصوف أو لطريقة الطبيب المعالج من المهم جدا أن تراجعي طبيبا آخر لان العلاج الحالي لن يؤدي بك إلى الشفاء من هذا المرض المزعج.
ويعتبر الخجل والخوف من أهم الاضطرابات النفسية التي تنتشر في المجمعات، ويمكن تعريف الخجل بأنه الشعور بالضيق و/ أو الكبت بسبب مواقف شخصية مما يثبط الشخص عن متابعة تحقيق أهدافه الشخصية أو العملية. والخجل شكل من أشكال التركيز المفرط على الذات والانشغال بالأفكار الشخصية، الأحاسيس وردود الفعل الجسدية.
ويمكن أن يتراوح الخجل بين الخفيف إلى خوف اجتماعي شديد يحول بين الشخص ومواجهة أعباء الحياة. ويمكن للخجل أن يكون مزمنا أو مؤقتاً أو صفة شخصية تلازم صاحبها.
ولكن الخجل لا يعتبر اضطرابا عقليا ويكمن الفرق بين الخجل والخوف الاجتماعي في حقيقة أن الخوف الاجتماعي يمثل سلوكيات أكثر اتساعاً واختلافاً.
فعلى سبيل المثال يمكن أن يخشى المصاب بالخوف تناول طعامه أمام الناس ويمكن أن لا يكون خجولاً في مواقف اجتماعه أخرى.
كذلك فإن الأشخاص الخجولين ليسوا مصابين بالضرورة بالخوف الاجتماعي ويمكن لحالة القلق الاجتماعي لدى هؤلاء أن تحول بينهم وبين الشعور بالارتياح في الحفلات ولكن الأعراض التي يعانون منها لا تمنعهم من أن يكونوا اجتماعيين.
ومن ميزات الخجل بين البالغين أن هؤلاء يدركون عدم كفاءتهم وأنهم لا يتحملون آراء الآخرين عنهم وعن طريقته تفاعلهم. وفي الوقت ذاته فإن الخجل بين الأطفال يعود لأسباب تتعلق بالاختلافات الفسيولوجية في طريقة تفاعل هؤلاء حين يواجهون مواقف جديدة.
ويميل الأطفال للتفاعل بطرق مختلفة مع المواقف الجديدة ولا يتفاعل البعض منهم مع بعض الأشياء بينما يطور آخرون ردات فعل لأتفه الأسباب والتغيرات التي تصادفهم. ومن شأن هذا أن يظهر إذا كان لدى قابلية ليصبح خجولاً. ويعني هذا أن الطفل إذا أبدى فعلا كبيرا تجاه الأشياء الجديدة فإن من المحتمل أن يصبح خجولاً فيما بعد.
يحاول الباحثون إيجاد علاقة بين الخجل والعوامل الوراثية، اضطرابات المواد الكيماوية في الجسم والبيئة التي يعيش فيها الشخص.
وبحثت إحدى الدراسات في الكيفية التي يمكن للوضع الاقتصادي للعائلة أن يؤثر على ظاهرة الخجل في أفرادها. وقد أشارت النتائج إلى أن الخجل المتواصل والمؤقت يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالقلق والعصبية.
كذلك وجد أن هذين النوعين من الخجل يرتبطان ببعضهما البعض بشكل معتدل بينما أن المستويات المنخفضة منهما ترتبط ارتباطاً مباشراً وكبيراً بالمستويات العالية لحب الذات.
وبالنسبة لعلاج ظاهرة الخجل، يميل عدد من الباحثين إلى عدم الفصل بين الخجل والخوف الاجتماعي وظاهرة القلق. ويشمل العلاج الأدوية والسلوك الإدراكي.