كما عرفه الاتحاد الفلكي الدولي – هو عبارة عن جرم سماوي يدور حول نجم أو بقايا نجم في
السماء وهو كبير بما يكفي ليصبح شكله مستديرًا بفعل قوة جاذبيته، ولكنه ليس ضخمًا بما يكفي لدرجة حدوث
اندماج نووي حراري ويستطيع أن يخلي مداره من الكواكب الجنينية أو الكويكبات. إن كلمة "كوكب" قديمة وترتبط بعدة
جوانب تاريخية وعلمية وخرافية ودينية. فالعديد من الحضارات القديمة كانت تعتبر الكواكب رموزًا مقدسة أو رسلاً إلهية
وما زال البعض في عصرنا الحالي يؤمن بعلم التنجيم الذي يقوم على أساس تأثير حركة الكواكب على حياة البشر، على الرغم
من الاعتراضات العلمية على نتائج هذا العلم. ولكن أفكار الناس عن الكواكب تغيرت كليةً مع تطور الفكري العلمي في العصر الحديث
وانضمام عدد من الدوافع المختلفة. وإلى الآن لا يوجد تعريف موحَّد لمعنى الكوكب. ففي عام 2024، صدق الاتحاد الفلكي الدولي على
قرار رسمي بتعريف معنى الكواكب في المجموعة الشمسية. وقد لاقى هذا التعريف ترحيبًا واسعا ونقدًا لاذعًا في الوقت نفسه، وما زال
هذا التعريف مثارًا للجدل بين بعض العلماء. كان "بطليموس" يعتقد بأن كوكب الأرض هو مركز الكون وأن كل الكواكب تدور حوله بصورة منتظمة
وعلى الرغم من طرح فكرة دوران جميع الكواكب حول الشمس مرات عديدة، فأنها لم تثبت بالدليل العلمي إلا في القرن السابع عشر عندما تمكن
العالم الإيطالي "جاليليو جاليلي" من رصد المجموعة الشمسية عبر التليسكوب الفلكي الذي اخترعه. وقد أثبت العالم الألماني "يوهانس كيبلر" بعد
تحليلات دقيقة لبيانات الرصد الفلكي أن مدارات الكواكب بيضاوية وليست دائرية. ومع تطور أجهزة الرصد، اكتشف علماء الفلك أن جميع الكواكب
ومن ضمنها كوكب الأرض، تدور حول محاورها ولكن بميل طفيف، ويتميز بعضها بخواص مشتركة، مثل تكوُّن الجليد على أقطابها ومرورها بعدة فصول في
السنة الواحدة. ومع بدء عصر الفضاء، اكتشف الإنسان، بعد فحص عينات التربة من الكواكب عبر أجهزة المسبار الفضائي، عدة خواص مشتركة بين
كوكب الأرض والكواكب الأخرى، مثل الطبيعة البركانية ووجود الأعاصير والتكتونية عملية التشويه التي تغير شكل قشرة الأرض محدثةً القارات والجبال
وحتى الهيدرولوجيا (علم المياه). ومنذ عام 1992، وبعد اكتشاف مئات الكواكب خارج المجموعة الشمسية أدرك العلماء أن
جميع الكواكب الموجودة في مجرة درب التبانة تشترك في خواص عديدة مع كوكب الأرض. تنقسم الكواكب بصفة عامة إلى نوعين
رئيسيين: الكواكب الكبرى، وهي كواكب عملاقة ذات غازات منخفضة الكثافة، وكواكب أصغر ذات طبيعة صخرية، مثل كوكب الأرض
ووفقًا لتعريفات الاتحاد الفلكي الدولي، تتكون المجموعة الشمسية من ثمانية كواكب. وترتيب هذه الكواكب حسب بعدها عن الشمس
يبدأ بالكواكب الأربعة الصخرية عطارد والزهرة والأرض والمريخ، ثم الكواكب الغازية العملاقة المشترى وزحل وأورانوس ونبتون. كما
تحتوي المجموعة الشمسية على خمسة كويكبات هي: سيريز وبلوتو وماكيماكي وهوميا وإيريس. ويدور حول كل تلك الكواكب
قمر واحد أو أكثر باستثناء عطارد والزهرة وسيريز وماكيماكي. وبحلول مارس 2024، بلغ عدد الكواكب المكتشفة خارج المجموعة
الشمسية 344 كوكبًا ويختلف حجمهم من الكواكب الغازية العملاقة إلى الكواكب الصغيرة ذات الطبيعة الصخرية