الدرس :
ترك إبراهيم -عليه السلام – زوجته هاجر وفلذة كبده إسماعيل في مكة وكان يتردد على مكانيهما ليتفقد حال ابنه . فوفد مرة الى مكة , واتى بيت اسماعيل , فلم يجد إلا امرأته .
فشكت له سوء الحال وشظف العيش , فرأى فيها امرأة غير راضية بما قسمه الله لها , وانها لا تصلح لابنه زوجا .
فحملها السلام لابنه , واوصاها ان تبلغه ان يغير عتبة داره .
وبعد ذلك اقبل اسماعيل إلى اهله , وقال لامرأته : هل جائنا اليوم احد ؟ فقالت : نعم , طرق بابنا شيخ صفته كيت وكيت . فأعلمته بما نحن فيه من الضيق والشدة .
قال اسماعيل : هل اوصاك بشيء ؟ قالت : نعم , اوصى ان تغير عتبة دارك .
فقال: ذاك ابي , وقد امرني بفراقك .
وعاد ابراهيم إلى بيت ابنه اسماعيل مرة اخرى فوجد امرأته الثانية , فسألها عن حالها , فذكرت له انهما في خير من الله كثير , فاطمان قلبه , وانشرح صدره إذ رآها قانعة راضية شاكرة مؤمنة .
فأمرها ان تقرىء زرجها السلام , وتوصيه ان يحافظ على عتبة داره , ولما طوي النهار اقبل اسماعيل الى بيته كعادته . فاخبرته ان شيخا يجلله الوقار وتكسوه الهيبة , قد طرق اليوم بابهم , وسألها عن احوالهم , فأخبرته انهم يعيشون في خير وسعة .
فقال لها اسماعيل : هل اووصى بشيء ؟ قالت: نعم. يقول لك : ثبت عتبة دارك .
قال: ذاك ابي , وقد امرني الا افارقك . فلازمها طوال حياته , وكانت ام ابنائه ..