منع الزكاة
قال تعالى:_( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آثاهم الله من فضله هو خيرا لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة )
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:_(( ما من صاحب ذهب أو فضة لا يؤدى منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار , فأحمى عليها فيها من نار جهنم فيكون فيها جبينه وجنبيه وظهره , كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي الله بين الناس , فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار )) قيل :يارسول الله فالإبل ؟ قال
ولا صاحب إبل لايؤدى منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد فصيلا واحدا تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولها رد عليه آخرها في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضي الله بين الناس فيرى سبيله إلى الجنة اماإلى النار قيل يا رسول الله فالبقر والغنم ؟ قال (( ولا صا حب بقر ولا غنم لا يؤدى منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه يقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي الله بين الناس , فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ))
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :_ من كان له مال يبلغه حج بيت الله تعالى ولم يحج , أو تجب فيه الزكاة ولم يزك سأل الرجعة عند الموت فقال له رجل اتق الله يا ابن عباس فإنما يسأل الرجل الرجعة الكفار فقال ابن عباس :- سأتلوا عليك بذلك قرآنا
قال تعالى:_ ( وأنفقوا مما رزناقكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا إلى أجل قريب فأصدق)
أي أودى الزكاة ( وأكن من الصالحين) أي أحج . قيل له : فما يوجب الزكاة قال إذا بلغ المال مائتي درهم وجبت فيه الزكاة ,قيل فما يوجب الحج ؟ قال الزاد والراحلة ولا تجب الزكاة في الحلى المباح إذا كان معدا للإستعمال . فغن كان معدا للقنية أو الكراء وجبت به الزكاة
وتجب في قيمة عروض التجارة , وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :_ قال رسو الله صلى الله عليه وسلم ( من اتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيؤخذ بلهزمتيه (أي بشدقيه) فيقول :_(أنا مالك الكنز , انا كنزك ) وعن ابن مسعودرضي الله عنه في قول الله تعالى في ما نعى الزكاة ( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم ) قال:_ لا يوضع دينار على دينا ولا درهم على درهم ولكن يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم على حدته
فإن قيل:_ لم خص الجباه والجنوب والظهر بالكى ؟ قيل :لأن البخيل إذا رأى الفقير عبس وجهه وزوى ما بين عينيه وأعرض بجنبيه فإذا قرب منه ولى بظهره فعوقب بكى هذه الأعضاء ليكون الجزاءمن جنس العمل .
وقال : صلى الله عليه وسلم (خمس بخمس )قالوا:_يار سول الله وما خمس بخمس ؟ قال (مانقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم وما حكمو ا بغير ما أنزل الله إلا فشافيهم الفقر , وما فيهم الفاحشة , إلا فشا فيهم الموت ولا طففوا المكيال واليزان إلا منعوا النات وأخذوا بالسنين , ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر)
(موعظة) قل للذين شغلهم الله في الدنيا غرورا إنما في غد ثبورهم ما نفعهم ما جمعوا . إذا جاء محذورهم . يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم . فكيف غابت عن عقولهم وقلوبهم . يوم يحمى عليها في نار جهنم بودقة ليحمى ليقوى العذاب . فصفح صفائح كي يعم الكي الارهاب , ثم جىء عن الهدى قد غاب , يسعى إلى مكان لا مع مع قوم يسعى نورهم . ثم يحمي عليها في نا رجهنم فتكوى بهم جباهم وجنوبهم وظهورهم , اذا لقيهم الفقير لقى الأذى فإن طلب منهم شيئا طار منهم لهب الغظب كالجذا فإن لطفوا به قالوا أعنتكم ذا . وسؤال هذا لذا ولو شاء ربك لأغنى المحتاج وأعوز ذا ونسوا حكمة الخالق في غنى ذا وفقر ذا . واعجبا كم يلقاهم من غم إذا ضمتهم قبورهم .يوم يحمةى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم . سيأخذها الوارث منهم من غير تعب ويسأل عنهما الجامع من أين اكتسب ما أكتسب . إلا أنا الشوك له وللوارث الرطب أين حرص الجامعين , أين عقولهخم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم كم كانوا يوعظون في الدنيا وما فيهم من يسمع . كمخوفوا من عقاب الله وما فيهم من يفزع كما أنبئوا بمنع الزكاة ومافيهم من يدفع فكأنهم بالأموال وقد انقلبت شجاعا أقرع فما هي عصى موسى ولا طورهم . يوم يمى عليها نار جهنم فتكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم
(حكاية) :_ روى عن محمد بن يوسف الفرياني قال :_ خرجت أنا وجماعة من أصحابي في زيارة أبي سنان رحمه الله , فلما دخلنا عليه وجلسنا عنده قال : قوموا بنا نزور جارا لنا مات أخوه ونعزيه فيه , فقمنا معه ودخلنا على ذلك الرجل , فوجدناه كثير البكاء والجوع على أخيه فجلسنا نسليه ونعزيه وهو لا يستقبل تسلية ولا تعزية , فقلنا : أما تعلم أن الموت سبيل لا بد منه , قال :_ بلى ولكن أبكى على ما أصبح وما أمسى فيه أخي من العذاب , فقلنا له: هل أطلعك الله على الغيب؟ قال :_ لا , ولكن لما دفنته وسويت عليه التراب وانصرف الناس جلست عند قبره , اذ صوت من قبره يقول :_ آه أقعدوني وحيدا أقاسي العذاب . قد كنت أصلي , قد كنت أصوم قال . ف أبكاني كلامه فنبشت عنه التراب لأنظر على حاله , وإذا القبر يشتعل عليه نارا وفي عنقه طوق من النار فحملتني شفقة الأخوة ومددت يدي لأرفع الطوق عن رقبته فا حترقت أصابعي ويدي ثم اخرج إلينا يده فإذا هي سوداء محترقة . قال : فردتت عليه التراب وانصرفت
فكيف لا أبكي على حاله وأحزن عليه ؟ فقلنا :_ فما كان اخوك يعمل بالدنيا ؟ قال: كان لا يؤدي الزكاة في ماله , قال : فقلنا هذا تصديق قول الله تعالى ( ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة)
وأخوك عجل له العذب في قبره حتى يوم القيامة. قال : ثم خرجنا من عنده وأتينا أبا ذرةصاخب رسول الله وذكرنا له قصة الرجل , وقلنا له : يموت اليهودي والنصراني ولا نرى فيهم ذلك, فقال :_ اولئك لاشك أنهم في النار , وغنما يريكم الله أهل الإيمان لتعتبروا . قا الله تعالى( فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها وما ربك بظلام للعبيد).